وقع أمس، أزيد من 160 نائب عن الكتلة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني، عريضة للإطاحة بوزير العلاقات مع البرلمان، الطاهر خاوة، احتجاجا على ما أسموه بخروج الوزير عن مهامه الرسمية، في حين هدد النواب بمنعه من دخول البرلمان في حال رفض الرئيس تلك العريضة بعد أن راسلوه شخصيا. وحسبما صرح به النائب عن جبهة التحرير الوطني، إلياس سعدي، في اتصال مع ”الفجر”، فإن هذا الاجتماع الذي ضم 160 نائب عن جبهة التحرير الوطني، شمل عدة نقاط، كالإعداد لمشاريع القوانين، إلا أن اللقاء في حدا ذاته، كان هدفه توجيه رسالة إلى رئيس الجمهورية، وكذا الوزير الأول، من أجل المطالبة بتنحية وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة، حيث يبدو أن الخلاف بين الوزير والأمين العام للأفالان وصل إلى درجة لا تطاق، وبلغت حدة الخلافات التي تعود إلى أكثر من ستة أشهر، نقطة اللارجوع. بالمقابل، كشف ذات المتحدث عن عريضة وقعها أزيد من 160 نائب، من أجل الإطاحة بالوزير خاوة، بحجة خروجه عن مهامه الأساسية المضطلع بها، كما هدد النواب، على حد قول محدثنا، بمنع الوزير من دخول قبة البرلمان في حال استمراره في طريقته وعدم استجابة الرئيس لمطلبهم، وهو التصريح الذي يشير إلى أن حربا ستشتعل مجددا تحت قبة البرلمان، ولكنها هذه المرة ليست بين المعارضة والموالاة، بل بين نواب الأفالان، حيث تؤكد مصادر برلمانية عن وجود نواب أفالانيين يساندون الوزير خاوة. ودخل الصراع القائم بين الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، وخصومه، فصلا جديدا من المواجهة، بعد عودة تحرك الأمين العام السابق للأفالان، عبد العزيز بلخادم، حيث دارت أحاديث داخل أروقة البرلمان حول شروع هذا الأخير في إجراء اتصالات وعقد لقاءات مع قيادات أفالانية لإقناعها بالتحرك لإبعاد سعداني عن الأمانة العامة للحزب العتيد، بدعم من وزراء سابقين وحاليين في حكومة عبد المالك سلال. وأيقظ المسؤول السابق للأفالان عبد العزيز بلخادم ”الفتنة النائمة” داخل الحزب العتيد، مستغلا غياب غريمه في الحزب عن الأنظار والصمت الذي التزمه حيال الإساءات التي تعرض لها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من جهات فرنسية، بالإضافة إلى عدم تفاعل الحزب مع التحديات الاقتصادية والتهديدات الأمنية التي تمر بها البلاد، حيث عقد بلخادم، مؤخرا، لقاءات مع وزراء سابقين وحاليين في حكومة سلال، لدراسة كيفية تصحيح مسار الأفالان وإعادته للسكة الصحيحة، ومن بين المستجيبين لندائه وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة.