* القاضي للمتهمة: ”ما عندش كبدة يا بنتي ولا قلب؟” فصلت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، بإدانة قاتلة ضرتها وابنتيها بحي تيليملي في العاصمة، بالاعدام عن جناية القتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد. جاء الحكم بالإعدام في وقت كان النائب العام التمس تسليط عليها نفس هذا الحكم لبشاعة الجريمة التي ارتكبتها، وحاولت التنصل منها باتهام شخص غريب قالت إنها لا تعرفه وهددها بتصفيتها مع أفراد عائلتها في حال الكشف عنه، مشيرة إلى أن والدة عشيقها زوج الضحية هي التي حرضتها على التخلص من هذه الاخيرة. حضور مكثف لوسائل الاعلام والفضوليين لرؤية المتهمة عرفت جلسة المحاكمة حضورا قويا لمختلف وسائل الإعلام لتغطية القضية التي جذبت الرأي العام، وحضور فضوليين بأعداد كثيرة قل ما تشهده في قضايا القتل العمدي. وحضر هذا العدد الكبير من أجل رؤية المتهمة والتعرف على وقائع ارتكابها للجريمة الشنعاء التي هزت حي تليملي بالعاصمة في 14 أكتوبر 2014. قضت على ضرتها ب 40 طعنة وذهبت للمستشفى للتأكد من وفاة رضيعتها قامت المتهمة ”أ.راضية” بالتوجه إلى بيت الضحية التي هي في العقد الثالث، حاملة معها علبة حلويات للتمويه وكسب ثقة الضحية، لتقوم بعدها بتوجيه ضربات قاتلة بواسطة سكين من الحجم الكبير لضرتها، مسددة 40 طعنة لها على مختلف أنحاء جسدها متفاوتة بين العميقة والسطحية. وبلغ عدد الطعنات التي تلقتها الضحية 40 طعنة ووجهت سبع طعنات لطفلتها البالغة 04 سنوات و14 طعنة اخرى لرضيعتها التي لم تكمل عامين من عمرها. وبعد قيام المتهمة بجريمتها لم تكتف بذلك فزارت الرضيعة بالمستشفى للتأكد من وفاتها. وبعودة حمو الضحية من المدرسة ومعه حفيده، وجد باب الشقة مفتوحا والدم في الأرض فلم يستطع الدخول لهول المنظر ومنع حتى حفيده من الدخول للمنزل خوفا عليه من الصدمة، وطلب النجدة من الجارة التي نقلت الرضيعة إلى مستشفى مصطفى باشا، وتم تبليغ مصالح الأمن بالجريمة. الجانية تروي قصة تخلصها من ضرتها وابنتيها ببرودة دم انطلقت القضية مساء أول أمس على الواحدة والنصف بعد الزوال، بمناداة القاضي على المتهمة ”ا. راضية” الذي واجهها بتهمة القتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد الموجهة لها وأقوالها فيها، لتسرد المتهمة بكل برودة دم وقائع الجريمة التي رأى فيها القاضي بأنها خارج الافعال المنسوبة إليها، لترد المتهمة عليه بالقول: ”الأحداث متصلة فيما بينها ويجب أن أسردها بالكامل لتعلم المحكمة بالتدقيق ما جرى”، وطالبت ”ا.راضية” المحامين الواقفين بكثافة أمامها بالجلوس ليتسنى لها سرد حقائق الملف، والتي بدأت حسبها بذهابها في 13 أكتوبر 2014 إلى مستشفى بن عكنون لتحديد موعد مع احد البروفيسورات لإجراء فحوصات طبية، وتلقيها اتصالا من إحدى جاراتها طالبتها بأخذها الى حي ڤاريدي بالقبة. ليوقفها القاضي ويطلب منها الدخول في تفاصيل الحادث مباشرة وعدم الخوض في مسائل خارجة عن القضية. ”أم خطيبي طالبتني بالتخلص من الضحية..” لتواصل المتهمة كلامها قائلة إنها تلقت ما يفوق ثلاثة عشر رسالة نصية عبر هاتفها النقال، مفادها أن والدة خطيبها ”م. سيد احمد” اتصلت بها، لتتفاجأ حسب أقوالها بتحريضها للتخلص من ”م. وهيبة” زوجة ابنها، مؤكدة لها أن ابنها ضحك عليها ولن يتزوج بها على الإطلاق لانه اشترى صالون بقيمة 40 مليون سنتيم، وسيسافر مع زوجته وابنائهما للإقامة بالسعودية، وطالبتها بالذهاب لمنزل ابنها للتاكد مما تقوله، وألحت عليها بذلك طيلة 29 دقيقة، إلى أن قررت المتهمة غلق المكالمة الهاتفية واتصلت بخطيبها الذي كان متواجدا بالبقاع المقدسة، واقترحت عليه أن تنتظره في المطار فرفض بحجة أن شقيقه سيكون في انتظاره، ولمست - كما قالت - من نبرة صوته أنه يتهرب منها وغرضه من ربط علاقة غرامية بها هو التقرب من والدها الذي كان يعمل كجمركي بالخطوط الجوية الجزائرية، ومساعدته في تنظيم اسفاره وكذامساعدته ماديا. وأوضحت ”ا.راضية” للقاضي بأنها رفضت في بادئ الأمر تقبل فكرة ذهابها لمنزل عشيقها للتأكد مما قالته لها والدته، لكن الفكرة تبخرت وقررت الذهاب بعدها، على الرغم من نصيحة جارتها لها بعدم الاكتراث بالامر وعدم الأخذ بكلام والدة خطيبها على محمل الجد. حلمت بالتخلص من الضحية وابنتيها يوم قبل واقعة القتل وواصلت ”ا. راضية” في سرد قرار انتقامها من ضرتها التي تصلح وقائعها لسيناريو فيلم قصة واقعية ستجلب الملايين من المشاهدين من داخل وخارج الوطن، وأوضحت بأنها ليلة الحادثة حلمت بأنها تخلصت من ”م.وهيبة” وابنتيها، فتبلورت الفكرة في ذهنها وقررت الذهاب لأحد متاجر الأواني واشترت سكينا من الحجم الصغير، غير أنها - كما قالت للقاضي - ”هذا ما كان رايح يدير والو”، فاشترت سكينا آخر من الحجم الكبير عبارة عن ”بوشية”، واقتنت علبة من الحلوى من محل بيع الحلويات كي لا تثير الشكوك حولها، واتجهت صوب منزل الضحية. وطرقت المتهمة باب الضحية، فأدخلتها الضحية إلى غرفة الاستقبال لمعرفتها السابقة لها، أين هنأت ”ا. راضية” ”م. وهيبة” بمناسبة مولودتها الجديدة وحضرت جنازة الجدة كما تشاجرتا من قبل حول ”م. سيداحمد”، وهو زوج الضحية. وجرى حديث مطول بين الطرفين حول علاقة ”ا. راضية” بزوج ”م. وهيبة” التي استفزت المتهمة وأعلمتها بأن علاقتها مع زوجها مستقرة، ووجه لها رسالة نصية عبر هاتفه النقال لما صعد إلى الطائرة في رحلة إيابه من المملكة العربية السعودية باتجاه الجزائر، فغضبت المتهمة وطالبت الضحية بأن تحضر لها كأس ماء، التي شاهدت الخنجر بمجرد عودتها إلى غرفة الاستقبال فحاولت انتزاعه من ”ا. راضية”، ما تسبب في جرح يد الأخيرة بسبب مناوشات جرت بينهما. ”شخص غريب تخلص من ضرتي وابنتيها وهددني بالقتل..” وراحت ”ا. راضية” تسرد بكل تلقائية قصتها، حيث اوضحت أنه أثناء شجارها مع ضرتها ظهر شخص بالشقة لم تتعرف على هويته وأمسكها من الخلف، مرددا عليها عبارة ”راح اديري ديڤة.. حبسي وإلا نقتلك و كامل أفراد عائلتك”، فأغمي عليها، وبمجرد استيقاظها وجدت الضحية جثة هامدة رفقة ابنتها ذات أربع سنوات والرضيعة تنزف دما وهي على قيد الحياة، فقامت بتنظيف يديها من الدم في المطبخ للتخلص من آثار الجريمة، وغيرت خمارها وانصرفت مع أخذها كامل أدوات الجريمة، وتخلصت منها برميها في مكان بحي ڤاريدي. وأضافت المتهمة أنه من شدة خوفها لم تدرك ماذا تفعل فاتصلت بوالدة خطيبها فاطلعتها بوصول ”م. سيداحمد” لأرض الوطن، وتم العثور على جثة ”م. وهيبة” وابنتيها، فذهبت ”ا. راضية” إلى المستشفى لالتقائه والحديث معه فطالبها بالمغادرة ”كي لا يثيرا الشبهات.” القاضي للمتهمة: ”ما عندش كبدة يا بنتي ولا قلب؟!” وانطلق القاضي في جلسة المحاكمة بالقول ل”ا. راضية” قبل دفاعها عن نفسها في جلسة محاكمتها:”تعرفي يا بنتي معنى كلمة تيليملي بالتركية، هو الماء الابيض”، ولما لم يقتنع بروايتها أصبح يردد عليها عبارات ”ما عندكش قلب ما عندكش كبدة، إذا لم تكوني الفاعلة لماذا لم تسعفي الرضيعة ولم تبلغي مصالح الأمن لتؤكدي لهم بأنك لست الفاعلة؟؟”، مطالبا كاتب الضبط بجلب أداة الجريمة وهي سكين من الحجم الكبير من صنف ”بوشية”، انذهل الحضور لرؤيته، وطالب القاضي ”ا.راضية” بسرد وقائع الجريمة وعدم الحديث عن أمور خارج الخط. شقيقة الضحية تؤكد أن أختها تلقت تهديدات بالقتل منذ عامين وأفادت شقيقة الضحية الشاهدة في الملف بأن الضحية تلقت تهديدات منذ عامين من طرف ”ا. راضية”، حيث كانت تتصل بها هاتفيا لإعلامها بأنها ستأخذ منها زوجها كما زارتها في العيادة بمناسبة ميلاد طفلتها، مشيرة إلى أن اختها التقت بالجانية في جنازة جدة الزوج الذي كان - كما أكدت ذات الشاهدة - يعتدي بالضرب على شقيقتها بالرغم من أنها كانت تساعده ماديا. من جهة أخرى، أكد والد ”م. سيداحمد” معرفته بأن ابنه كان على علاقة مع ”ا. راضية” وتقدم لخطبتها. فيما شدد ”م. سيد احمد” زوج الضحية بأن كل ما تقوله ”ا. راضية مجرد كذب وافتراء، متنصلا بذلك من كل سردته من تفاصيل حوله. دفاع المتهمة يطالب بتحقيق تكميلي في الملف وتقدم دفاع الطرف المدني بطلبات كتابية لقاضي الجلسة، فيما التمس دفاع المتهمة بإجراء تحقيق تكميلي في الملف، على اعتبار أن وكيلته لم تكن الوحيدة في مسرح الجريمة يوم الوقائع ووجود شخص آخر ارتكب جريمة القتل التي طالت الضحايا الثلاث، لتطالب المتهمة في كلمتها الأخيرة بالبراءة التامة من الأفعال المتابعة بها.