الملف يُعالَج في 19 أفريل القادم قاتلة ضرّتها وابنتيها بحي (تيليملي) أمام القضاء يحمل الجدول التكميلي للدورة الجنائية العادية الأولى لسنة 2016 بمجلس قضاء العاصمة ما لا يقلّ عن 30 جريمة قتل اهتزّ لها المجتمع الجزائري أبرزها جريمة قتل كانت بطلتها امرأة في العقد الثالث أعمتها الغيرة لتضع حدّا لحياة ضرّتها وابنتيها بحي (تيليملي) بالعاصمة والتي من المنتظر الفصل فيها يوم 19 أفريل القادم. تمكّنت مصالح الأمن من فكّ خيوط المجزرة التي راحت ضحيتها امرأة في العقد الرابع وابنتيها في الرابعة ذبحا باستعمال سلاح أبيض وكادت تفتكّ أيضا بطفل في الستّ سنوات من عمره والذي نجا كونه كان متواجدا في المدرسة ويتعلّق الأمر بخطيبة زوج الضحية الذي كان متواجد في البقاع المقدّسة وذلك يوم عودته. الجانية (أ. راضية) خطّطت للجريمة بكلّ مكر وذكاء وتخلّصت من ضرّتها وابنتيها مستغلّة تواجد الجدّ خارج المنزل وحدّدت يوم الوقائع الذي كان مصادفا ل 17 أكتوبر 2014 تاريخ عودة الزّوج المشترك من البقاع المقدّسة حيث أقدمت على طرق باب الضحية التي فتحته وتسلّلت إلى الداخل وبعد مشادّات كلامية قامت بتوجيه عدّة طعنات لضرّتها لتجهز على الطفلة ذات الأربع سنوات بنفس برودة الأعصاب والوحشية ثمّ قامت بتوجيه طعنات للرضيعة ذات السنتين على مستوى الرأس مستغلّة توجّه والد الضحية لإحضار حفيده من المدرسة والذي نجا من المجزرة التي اكتشفاها بمجرّد دخولهما إلى الشقّة حيث وجدا الضحايا في بركة دماء حيث لفظت الأُمّ أنفاسها مباشرة رفقة طفلتها فيما نقلت الرضيعة إلى مستشفى (مصطفى باشا) أين أخضعت لعملية جراحية وبقيت في العناية المركّزة ليومين قبل أن تلفظ أنفاسها متأثّرة بجروحها البليغة. وعليه باشرت مصالح الأمن تحرّياتها من خلال استجواب الجيران وعائلة الضحية حيث أجمع الجيران على أنهم سمعوا شجارا في منزل الضحية غير أنهم لم يتدخّلوا لأنها انتقلت حديثا للسكن في الحي في حين صرّح والد الضحية بأن خطيبة زوج ابنه كانت تتردّد يوميا على المنزل وتهدّد ابنته بأنها سترميها إلى الشارع بمجرّد عودة زوجها وتستولي على جميع ممتلكاته. وعليه تمّ توقيف الجانية على مستوى مقرّ إقامتها بحي (فاريدي) بالقبّة أين اعترفت بجريمتها منذ الوهلة الأولى وبرّرتها بأنها انتقمت لأن زوجها رفض تطليق الضحية وأبدى استعداده للتخلّي عنها وهو ما لم تتحمّله فأصرّت على التخلّص منهم يوم عودته من الحجّ. تبيّن من خلال التحرّيات أن تفاصيل الجريمة تعود إلى تعرّف ربّ العائلة الذي يشتغل تاجرا على المتّهمة التي لا يتجاوز عمرها 30 سنة مطلّقة دون أطفال وهي ابنة إطار سامي في الجمارك على مستوى مطار (هوّاري بومدين) الدولي وبعد فترة توطّدت العلاقة بينهما فتقدّم لخطبتها قصد الزّواج وأخبر زوجته وأُمّ أطفاله الثلاثة برغبته في الزّواج للمرّة الثانية بغرض الاستفادة من خدمات حماه الجديد واستغلال منصبه في تسهيل تنقّلاته إلى الخارج بحكم عمله في التجارة وهو ما رفضته بشدّة ووقعت بينهما مشاكل عائلية لكن الزّوج كان مُصرّا فقام ببيع فيلّته بحي بلكور وانتقل للعيش في موقع الجريمة منذ قرابة أشهر قبل ارتكابها ليقرّر بعدها التوجّه إلى البقاع المقدّسة بعدما أخبر المتّهمة بأنه ينوي تركها بسبب رفض زوجته لزواجهما وهو ما جعلها لا تتردّد في قتلها بكلّ وحشية. وقد أحيلت المتّهمة على وكيل الجمهورية بمحكمة (سيدي امحمد) فامر بإجراء خبرة عقلية لها بعدما كانت علامات السعادة والفرح ظاهرة عليها والتي توصّلت إلى أنها في كامل قواها العقلية لتودع رهن الحبس بعدما وجّهت لها جناية قتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد.