أرجأت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر إلى تاريخ الثالث من الشهر القادم محاكمة المتهمة "أ.راضية" المتابعة بإرتكاب أبشع جريمة قتل شهدها حي تليملي بالعاصمة والتي راحت ضحيتها إمرأة وابنتيها فيما نجا الإبن من نفس المصير. إمتلأت القاعة على آخرها دقائق قبل انطلاق الجلسة، أهالي الضحية ، محامون ،محلفون، عمال بمجلس قضاء الجزائر ومواطنون فضوليون حضروا لمتابعة أطوار المحاكمة . تقدمت المتهمة "أ.راضية" وسط تعزيزات أمنية مشدّدة و بخطوات متثاقلة أمام القاضي مطأطأة الرأس في وقت وقف الحضور لرؤية وجه المتهمة التي كانت وراء جريمة قتل اهتز لها الرأي العام سنة 2014 المتهمة غير مستعدة نفسيا ! شرع القاضي في التأكّد من هويّة المتهمة ولكن بالكاد يسمع صوتها وهو ما جعل محاميها يحاول إقناع القاضي بضرورة تأجيل القضية نظرا لعدم استعداد موكّلته نفسيا للمحاكمة، مستنكرا تكبيلها بالأغلال خلال مثولها للمحاكمة ، يضيف المحامي" زرتها مرارا في الحبس ولكنها ليست مهيّأة نفسيا للمثول أمام العدالة " ،غير أن قرار القاضي بتأجيل الفصل في القضية أثار غضب أهالي الضحية الذين تعالت أصواتهم داخل القاعة مطالبين بمحاكمة الجانية وأب العائلة، الذي حضر في آخر الجلسة وجلس في مكان منعزل في أخر الصّف قبل أن ينصرف بصمت بعدما نطق القاضي بقرار التأجيل. وجاء محامي المتهمة برواية جديدة على هامش المحاكمة، أين أكد أن موكلته أخطرته أنها لم تقتل ضرتها وابنتيها وأن الفاعل شخص لا يمكنها أن تفصح عنه لأنه هدّدها بقتل أفراد عائلتها، كما حاول تبرير فعلة موّكلته بالتحريض التي تلقته من الزوج وأمّه بدليل وجود اتصالات بينهما، مستنكرا عدم متابعتهما بجرم التحريض على القتل،مشيرا إلى ضرورة إنجاز تحقيق تكميلي في الملف. الجانية قصدت المستشفى لتطمئن على الطفلة الصغيرة وأضاف المحامي أن المتهمة وعندما قصدت مستشفى مصطفى باشا للتأكد من وفاة الطفلة الصغير ،قابلت عشيقها الذي طلب منها مغادرة المكان حتى لا تثير الشبهات وطلب منها عدم الاتصال به هاتفيا، وأفاد يخلف شريف أن الجانية لم تترك أي آثار أو بصمات بمسرح الجريمة، إلى أنه تم تحديد هويتها عن طريق المكالمات الهتافية التي دارت بينها وبين الضحية وحماتها كما تم العثور بسيارتها على بقع دماء تعود للضحايا. تصرفات غريبة من الزوج وفيديو اباحي ضمن الأدلة واستغرب المحامي وصول زوج الضحية من الحج يوم الجريمة واتصالاته مع الجانية ليلة الجريمة حيث طلب منها أن تستقبله بالحلوى في المطار ثم اتصل بها مرة ثانية في حدود منتصف الليل وطلب منها عدم الحضور، وبمجّرد وصوله -يضيف المحامي- استقل سيارة أجرة واتجه الى بيت والدته الذي يبعد عن مسرح الجريمة ب 100 متر وكشف ذات المحامي أن المتهمة كانت تترّدد على الشقة لملاقاة عشيقها قبل أن ينتقل للعيش فيه رفقة عائلته مشيرا إلى العثور على صور فيديو إباحي يجمعهما ،مضيفا أن الجانية إمراة متزوجة وحملت من رب عائلة الضحايا ، قبل أن تطلّق من زوجها الأول وتسقط الحمل . من جهتها أفادت محامية الضحايا أنه وبتاريخ الوقائع التي تعود إلى 17 نوفمبر من سنة 2014 ، صعدت إلى الشقة متحاشية استعمال المصعد وطرقت الباب أين أخطرت الضحية "فيروز" أنها ضرتها وطلبت منها أن تحضر لها كأس ماء وفي تلك الأثناء أخرجت سكينا وطعنها بها 45 طعنة قبل أن توجه نفس العدد من الطعنات إلى الإبنة الكبرى ،قبل أن تسمع بكاء طفلة الثانية التي يتجاوز عمرها سنتين لتجهز عليها ب39 طعنة . وأضافت المحامية أن الجانية أخفأت سلاح الجريمة في العمارة وجاء في محاضر التحقيق أن المتهمة اختارت موعد عودة الزوج من البقاع المقدسة، أين قصدت منزل الضحية مستغلة غياب الزوج والجد، وبعد مشادات كلامية بينهما بسبب رفض الزوجة السماح لزوجها بعقد قرانه عليها ،قامت بتوجيه عدة طعنات لها كما ذبحت الطفلة ذات الأربع سنوات فيما وجهت طعنات لرضيعة ذات السنتين على مستوى الرأس. وأكتشفت الجريمة بعد عودة والد الضحية وحفيده من المدرسة وبمجرّد دخولهما إلى الشقة وجد الضحايا يسبحون في برك دماء ،وتبين أن الأم لفظت أنفاسها مباشرة رفقة ابنتها الكبرى، فيما نقلت الرضيعة إلى مستشفى مصطفى باشا أين أخضعت لعملية جراحية معقدة وبقيت بالعناية المركّزة قبل أن تلفظ أنفاسها بعد يومين من الجريمة. ومن خلال إستجواب الجيران وعائلة الضحية تبيّن أن شجارا وقع بمنزل الضحية غير أنهم لم يتدخلوا لأنهم لايعرفون الضحية التي انتقلت حديثا للسكن بحي تليملي، في حين أكد والد الضحية خلال سماعه أن خطيبة زوج ابنته كانت تتردّد يوميا إلى المنزل وتهددها بأنها سترميها إلى الشارع بمجرد عودة زوجها وتستولي على جميع ممتلكاتها. الجانية وبعد توقيفها على مستوى مقر إقامتها بحي قاريدي بالقبة اعترفت بجريمتها وبرّرتها في أنها انتقمت من زوجها لأنه أراد التخلي عنها بعدما وعدها بالزواج . الجانية تتمتع بكامل قواه العقلية تبين من البحث الإجتماعي أن المتهمة"أ.راضية" في العقد الثالث من العمر مطلقة بدون أطفال ابنة إطار سامي بالجمارك على مستوى مطار هواري بومدين الدولي، ربطت علاقة مع رب العائلة يمتهن التجارة ،الأخير أخطر زوجته أنه يريد الزواج مرة أخرى من المتهمة طمعا في امتيازات يستفيد منهابحكم منصب عمل والدها ، لكن الزوجة رفضت الأمر ما جعل رب العائلة يبع الفيلا بحي بلكور ويشتري شقة في تليملي
وأكدت الخبرة العقلية المنجزة على المتهمة تتمتع بكامل قواها العقلية في انتظار تفاصيل جديدة عن الجريمة.