أجمعت أحزاب المعارضة على أن الدعوة التي أطلقها الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ناتجة عن البحث على متنفس للخروج من الأزمة، وأكدت أن هذا الأخير يعاني من أزمة داخلية أملت عليه البحث عن جرعة أوكسجين، مبرزة أن الأفالان ما هو إلا جهاز وواجهة سياسية لنظام لا يملك الإرادة السياسية للذهاب إلى الحوار. سعداني يبحث عن متنفس لم تتعامل أحزاب المعارضة بجدية مع طلب سعداني، الذي دعاها مجددا إلى الحوار، واعتبرت أن الأمر لا يعدو أن يكون كلاما سياسيا لا يقدم أي خطوة إلى الأمام، ولا يعمل على تحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود، حيث أكد القيادي في حركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، في اتصال مع ”الفجر”، أن حديث عمار سعداني عن المعارضة، نابع عن أزمة يمر بها مع مكونات السلطة، مشيرا إلى أنه في وضع يحسد عليه في ظل الأزمة الداخلية التي يمر بها الأفالان، مع بروز خصومات داخلية، بالإضافة إلى تباين أراء الحزب مع رئيسه، وقال إن ”سعداني يبحث عن متنفس آخر، والأفالان ما هو إلا واجهة سياسية لنظام لا يملك الإرادة ولا الجدية للذهاب إلى الحوار، وهو وجه الاختلاف بين المعارضة التي تدعو إلى الانتقال الديمقراطي والموالاة المتمسكة بأرائها”. وبشأن حديث سعداني عن اختراق تعرضت له المعارضة من طرف أعضاء يبحثون على مكاسب انتخابية، أبرز حمدادوش أن الاتهامات تقتل فكرة الحوار في حد ذاتها، داعيا إلى خلق مساحة من الثقة وتنقية الأجواء، مؤكدا أن سعداني ليس من حقه إصدار أحكام على غيره، باعتبار أن كل شخصية سياسية حرة في تصوراتها. تصريحات ”بالية” لا تحقق أي تقدم سياسي يخدم الجزائريين من جهته أكد رئيس جيل جديد، جيلالي سفيان، في اتصال مع ”الفجر”، أن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، في موقع صعب، فرض عليه البحث عن مساندة من المعارضة، مشيرا إلى أن الحزب لايزال في تفكير متحجر وغارق في الشعبوية من خلال إطلاق تصريحات ”بالية” لا تحقق أي تقدم سياسي يخدم الجزائريين. وحول الانتقادات التي وجهها سعداني للمعارضة، أكد محدثنا أنه من حق كل حزب سياسي الطموح للوصول إلى المسؤولية، داعيا إياه إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي لأحزاب المعارضة.