نعمان لعور: لم ولن ننشر غسيلنا أمام الاتحاد الأوروبي شهدت أمس، جلسة عرض ومناقشة مشروع قانون يعدل ويتمم القانون المتعلق بالتأمينات الاجتماعية بالمجلس الشعبي الوطني، مشادات كلامية بين المكلف بالإعلام في الكتلة النائب ناصر حمدادوش، ورئيس المغرفة السفلى، محمد العربي ولد خليفة، وذلك على خلفية رد النائب على التصريحات التي أدلى بها عمار سعداني بخصوص لقاء تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي مع وفد الاتحاد الأوروبي. وقاطع رئيس المجلس الشعبي الوطني، ولد خليفة، تدخل النائب ناصر حمدادوش، الذي رد في معرض تدخله على تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، التي اتهم فيها المعارضة أثناء لقاءها بوفد الاتحاد الأوروبي، حيث أوضح رئيس المجلس أن تدخل النائب كان خارج موضوع الجلسة المتمثل في مناقشة مشروع قانون يعدل ويتمم القانون المتعلق بالتأمينات الاجتماعية، وقد استنكر النائب حمدادوش ما وصفه ب«تخوين المعارضة وشيطنة الرأي الآخر واتهام الأحزاب بالعمالة للخارج واستدعاء التدخل الأجنبي"، على خلفية لقاء الأحزاب موالاة ومعارضة مع بعثة الاتحاد الأوروبي، ليرد عليه رئيس الجلسة بأنه "النائب" هو من يقمع الرأي الآخر، في إشارة إلى رفضه التقيد بتوجيهات رئيس المجلس. وأوضح المكلف بالإعلام في تكتل الجزائر الخضراء، حمدادوش ناصر، أن لقاء الأحزاب مع بعثة الاتحاد الأوروبي يندرج في إطار رسمي وعلني وقانوني، "لأن السلطة هي التي أبرمت الشراكة مع الاتحاد الأوروبي" سنة 2002م ومنها ما هو متعلق بالشق السياسي ومتابعة حقوق الإنسان، مضيفا أن هذه اللقاءات تمت بحضور أحزاب السلطة أيضا، متسائلا "كيف يتم تخوين المعارضة دون غيرها، والسلطة هي المنغمسة في التعاون والتنسيق والشراكة مع هذه الجهات الأجنبية؟". كما فتح النائب النار على أحزاب الموالاة، قائلا إنها "آخر مَن يحق له الحديث عن التدخل الأجنبي والسيادة الوطنية". كما انتقد النائب بشدة رئيس المجلس، قائلا "ما قام به رئيس المجلس الشعبي الوطني بمقاطعتي تحت غطاء الخروج عن الموضوع، هو دليل واضح على العقلية التسلطية والأحادية في خنق الحريات والاعتداء على الرأي الآخر، مع أن الدستور يمنح الحصانة البرلمانية للنائب في التعبير عن رأيه، ومع أن البرلمان هو المنبر الدستوري والطبيعي للمعارضة والتدافع الفكري والسياسي بين الأحزاب". وأرجع النائب حمدادوش، "الهيجان" على أحزاب المعارضة ل«الرعب الذي يسكن السلطة وأحزابها بسبب مطالبة هيئة التنسيق والمتابعة بانتخابات رئاسية مسبقة". وفي السياق ذاته، قال النائب نعمان لعور، إن اللقاء مع الاتحاد الأوروبي كان بناء على طلب هذا الأخيرة الذي "يريد الاطلاع على الأوضاع في الجزائر" باعتباره يضيف المتحدث شريك استراتيجي سياسيا واقتصاديا وتجاريا، منتقدا بشدة الكلام الصادر عن سعداني بخصوص "تخابر المعارضة مع الأجنبي"، داعيا الطبقة السياسية إلى الترفع عن مثل هذه التصريحات، وأضاف قائلا "هل تعتقد أننا ننشر غسيلنا أمام الاتحاد الأوروبي!"، مؤكدا "نحن نعرف مصلحة الوطن". كما انتقد لخضر بن خلاف، القيادي في جبهة العدالة والتنمية، سياسة تخوين المعارضة التي تستخدمها أحزاب السلطة ضدهم، وأوضح بن خلاف النائب بالمجلس الشعبي الوطني، أن سلسلة اللقاءات التي باشرها الاتحاد الأوروبي رفقة التشكيلات السياسية في الوطن، شاركت فيها أيضا أحزاب في السلطة التي أبرمت معه عقد شراكة، وتساءل المتحدث "كيف لأحزاب السلطة اتهامنا بالتعامل مع الأجانب وهي التي أحضرتهم؟" وأضاف "علما أن أحزاب السلطة هي الأخرى التقت وفد الاتحاد الأوروبي على غرار الأفالان.