أعلن البيت الأبيض عن عزم الرئيس باراك أوباما القيام بزيارة تاريخية إلى هيروشيما اليابانية، في 27 ماي الحالي، بعد حضوره قمّة مجموعة السبع المزمع عقدها في جنوباليابان، ليصبح أوّل رئيس للولايات المتحدة يزور المدينة التي دمّرتها واشنطن بقنبلة نووية سنة 1945. وقال بيان للبيت الأبيض، صدر الثلاثاء، أنه سيرافق أوباما في هذه الزيارة التي تكتسي طابعا رمزيا كبيرا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وأنها ترمي الى التأكيد على ”الالتزام الاميركي بالسلام والامن في عالم خال من الأسلحة النووية”. وسيزور أوباما نصب السلام في المدينة وسيعرض وجهة نظره حول ”أهمية الموقع والأحداث التي وقعت هناك” بحسب بن رودس مستشار أوباما للسياسة الخارجية. وقالت وزارة الخارجية اليابانية أن أوباما سوف يزور المدينة بعد حضور أعمال قمّة مجموعة الدول السبع الصناعية، التي ستدوم يومين (من 26 إلى 27 ماي الحالي). وقبل زيارة اليابان، سيتوجه أوباما إلى فيتنام حيث تدوم زيارته عدة أيام. وسيلقي أوباما من هانوي خطابا حول العلاقات بين البلدين ثم يلتقي أعضاء في المجتمع المدني وعالم الأعمال. ونقل ستيفان دوغاريتش، المتحدث باسم الأممالمتحدة ترحيب بان كي مون بخطوة أوباما، وأعرب عن أمل الهيئة الأممية أن تساهم زيارة الرئيس أوباما إلى اليابان في”التأكيد على ضرورة تدمير الأسلحة النووية كليا”. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زار النصب التذكاري لضحايا المدينة الشهر الماضي، ليكون أعلى شخصية سياسية أمريكية تزور المقام. وقال كيري خلال زيارته هيروشيما: ”تأثرت كثيرا ولن أنسى أبدا الصور والأدلة على ما حدث”. وكتب كيري الشهر الماضي في الكتاب الذهبي للمتحف أن ”كل العالم يجب أن يرى قوة هذا النصب ويشعر بها”، وقال أنه سيشجع الرئيس الاميركي على القيام بهذه الزيارة. وأضاف كيري ”يجب على الجميع أن يزوروا هيروشيما”، ما أثار التكهنات حول احتمال زيارة أوباما. وتأتي زيارة أوباما هذه في سياق جولة إقليمية يقوم بها الرئيس الأمريكي في آسيا، تتضمن أيضا فيتنام التي شنّت فيها واشنطن حملة عسكرية في الفترة الممتدة ما بين 1965 و1973، التي أسفرت عن مقتل ملايين الفيتناميين و58 ألف ضابط جندي أمريكي. وجاء الإعلان عنها بعد أشهر من التكهنات في اليابانوالولاياتالمتحدة حول إجرائها من عدمه، وقبيل إحياء اليابان في 7 ديسمبر الذكرى ال75 لهجومها المباغت على القاعدة البحرية الأمريكية في ميناء بيرل هاربر الواقع بجزر هاواي، والذي أودى ب429 أميركيا، وغير مجرى التاريخ بإرغام الولاياتالمتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية. لكن البيت الأبيض شدد على أن زيارة أوباما للمدينة لن تتضمن اعتذارا. يذكر أنّ القوات الأمريكية التي سعت إلى استسلام سريع للقوات اليابانية في الحرب العالمية الثانية، ألقت قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما، ما أسفر عن مقتل 140 ألف شخص على الفور أو تأثروا بإشعاعات وحروق. وبعدها بثلاثة أيام ألقى الجيش الأمريكي قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي أودت ب 74 ألف قتيل أدى إلى تسريع استسلام اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية.