كشف محامي عائلات الحراڤة المفقودين، عضو فرع جمعية حقوق الإنسان بعنابة، زرقين كسيلة، عن رفع شكاوى قضائية لدى مجموعة العمل لمحاربة الاختفاء القسري للأشخاص، التابعة لمنظمة الأممالمتحدة في جنيف، ضد الحكومة التونسية، بخصوص اختفاء 400 حراڤ جزائري عبر مياهها الإقليمية منذ سنة 2007 إلى غاية مطلع السنة الجارية . وتأتي هذه الخطوة، حسب المحامي زرقين كسيلة، في تصريح ل”الفجر”، نتيجة عدم استجابة الجهات الرسمية التونسية لجملة المطالب التي رفعتها عائلات الحراقة للقنصلية التونسية، اثر عمليات احتجاج متكررة أمام مقر هذه الأخيرة، مشيرا الى أن السلطات التونسية لم ترد بالتأكيد أو النفي حول تواجد أبنائهم في السجون التونسية، وابرز أن آخر فوج حراقة ضم 14 شابا، كانوا قد فقدوا وجهتهم نتيجة تعطل جهاز ”الجيبي أس”، ليجدوا أنفسهم في شاطئ ”سقلاب” الحدودي بين ولاية ”الطارف” الجزائرية و”طبرقة” التونسية، أين قام الحرس التونسي باعتقال 8 منهم، عندما وطئت أقدامهم التراب التونسي فيما أنقذت المصالح الأمنية الجزائرية 6 آخرين، لقي واحد منهم حتفه بعد رمي أنفسهم في المياه الإقليمية الجزائرية. وتبعا لهذه الوقائع وغيرها من أحداث اختفاء حراڤة منذ سنة 2007، والذين يتجاوز عددهم 400 حراڤ، تؤكد العائلات تواجد المعنيين بالسجون التونسية، وقالوا إنهم تقدموا بطلبات أمام القضاء التونسي بالتنسيق مع محامين تونسيين، لفتح تحقيق وكشف مصير مئات الشباب الجزائري الذين أكد المحامي زرقين كسيلة، أنهم ضحايا الاختفاء القسري وليس في ظروف غامضة. وفي هذا الإطار، تم رفع 107 شكوى لدى مجموعة العمل ضد الاختفاء القسري للأشخاص التابع لمنظمة الأممالمتحدة، يضيف المحامي الذي أوضح ل”الفجر”، أن عائلات المفقودين يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية سلمية في 29 من الشهر الجاري، أمام مقر المجلس الشعبي الوطني بالعاصمة، لتحريك السلطات الجزائرية من أجل بذل مجهودات لمعرفة مصير المفقودين.