تجمهر أمام القنصلية التونسيةبعنابة، صبيحة الأربعاء، العشرات من عائلات الحراقة الذين فقدوا خلال رحلات هجرة غير شرعية انطلاقا من المياه الإقليمية الجزائرية نحو الضفة الأخرى، واختفوا منذ 2007 إلى يومنا هذا للاستفسار عن مصير أبنائهم المفقودين والذين انقطعت أخبارهم عن عائلاتهم. حيث أكد المحامي وعضو الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان كسيلة زرقين، في تصريح خص به "الشروق" أنه التقى رفقة ممثلين عن أهالي الحراقة مع ممثل الشؤون الاجتماعية بالقنصلية التونسيةبعنابة، دريدي فرج، وهو اللقاء الثاني بعد ذلك الذي كان في منتصف شهر مارس المنصرم، حيث تم تبليغ السلطات التونسية وبصفة رسمية عن الاختفاءات القسرية المسجلة منذ 2007 في زمن بن علي، إلى يومنا هذا، وهي تعتبر الشكوى الثانية من نوعها، خصوصا وأنهم لم يتلقوا أي رد من قبل القنصلية التونسيةبعنابة، أو حتى السلطات التونسية، بخصوص هذه الألغاز التي مست قرابة 400 شاب جزائري من مختلف الأعمار والولايات الشرقية في المياه الإقليمية التونسية. وصرح ذات المصدر أنهم بصدد رفع دعوى قضائية أمام هيئة الأممالمتحدة بخصوص هذه الاختفاءات القسرية، كما تم إيداع 10 شكاوى أمام مجموعة العمل التابعة لهيئة الأممالمتحدة بجنيف من مجموع 90 شكوى أخرى، سيتم إيداعها خلال الأيام القليلة المقبلة. ومن جهة أخرى، رفعت عائلات الحراقة الذين تجمهروا صبيحة أمس أمام القنصلية التونسية صورا لأبنائهم المفقودين، مطالبين السلطات التونسية بالتعاون معهم ومساعدتهم في العثور على فلذات أكبادهم الذين انقطعت أخبارهم بعد ما قرروا خوض مغامرة الهجرة غير الشرعية نحو جزيرة سردينيا الإيطالية عبر قوارب الموت انطلاقا من شواطئ مختلفة من ولاية عنابة، حيث أكدوا أنهم يحوزون معلومات دقيقة ووثائق وشهادات حية تؤكد تواجد أبنائهم في سجون تونسية وأن أبناءهم لايزالون أحياء، فيما أكد البعض من عائلات الحراقة أنهم شنوا رحلات للكشف عن مصير أبنائهم، لكن أبحاثهم لم تثمر، وتركت الكثير من التساؤلات خصوصا بعد إصرار السلطات التونسية، على عدم حل هذا اللغز وعدم الكشف عن مكان احتجاز أبنائهم، فيما لعبت السلطات الجزائرية دور المتفرج من بعيد، وعليه طالب أهالي الحراقة بضرورة تدخل الوصايا الجزائرية وفتح تحقيق في القضية، كما رفعوا عديد الشكاوى وقدموها لقنصل تونس في عنابة الذي وعدهم بكشف الحقائق والتفاصيل المتعلقة باختفاء أبنائهم، لكن لم يتم الرد عن تساؤلاتهم لحد الساعة.