توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصويب صواريخ بلاده نحو أجزاء من رومانيا وبولندا ردا على نصب بطاريات صواريخ أمريكية في أراضيهما. ونقل موقع ” سبوتنك ” الروسي الرسمي تصريحات بوتي في ردّه على أسئلة صحفيين في العاصمة اثينا في ختام زيارته لليونان: ”سنضطر إلى القيام بردّ مناسب تجاه أجزاء من أراضي رومانيا للحفاظ على أمننا. وتقول القيادة الروسية، إنّ الولاياتالمتحدةالأمريكية أقدمت على مد شبكة دفاعاتها المضادّة للصواريخ إلى شرق أوروبا، وبدأت بنصب صواريخ يبلغ مداها 500 كيلومتر في أراضي رومانيا، وسوف تنصب صواريخ يبلغ مداها 1000 كيلومتر هناك، الأمر الذي تعتبره موسكو بمثابة تهديد لأمنها. وقال بوتين إن بلاده ستضطر إلى اتخاذ إجراءات مناسبة لدرء الخطر المحدق بها من بولندا حيث تستعد الولاياتالمتحدة لنصب بطاريات صواريخ اعتراضية هناك. مشيرا إلى أن روسيا تملك ما تردّ به على هذا الخطر، مؤكّدا أن موسكو تملك الصواريخ المنطلقة من الأرض مثل صواريخ ”إسكندر” البالغ مداها 500 كيلومتر، والصواريخ المحمولة بحرا وجوا. يذكر أن واشنطن ووارسو شرعتا بحر هذا الشهر في بناء قاعدة مزودة بمنظومة ”إيجيس أشور” على أراضي بولندا، قيل أنها امتداد للدّرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا. وشيّدت القاعدة على بعد 250 كلم من جيب كالينينغراد الروسي، وسيبدأ تشغيلها في خلال عامين. وأكّد مساعد وزير الدفاع اأمريكي بوب وورك ووزير الدفاع البولندي أنتوني ماتسيريفيتش على أنّ دور القاعدة سيكون دفاعيا محضا، على غرار قاعدة ديفيسيلو التي بدأ تشغيلها شهر أفريل في رومانيا، وينتظر أن تعترض صواريخ بالستية التي قد تطلق من الشرق الأوسط، ولاسيما من إيران. ويرتقب أن تضم قاعدة ريدجيكوفو، 24 صاروخا اعتراضيا من طراز اس ام 3، وسيتم إلحاقها بدرع الناتو، بقاعدة رامشتاين الألمانية ويشمل سفنا اميركية متمركزة في اسبانيا ورادارا في تركيا. ومن جهته، قال وزير الخارجية البولندي فيتولد فازجيكوفسكي، أن القاعدة ستعزز أمن بلاده، وأكّد أنّ موسكو تعارض بناء القاعدة لأنها تريد أن تبقي أوروبا الشرقية والوسطى ”منطقة أمن رمادية” تتحول في غياب قوات أطلسية إلى ”منطقة عازلة” تفرض فيها سياستها. ضم القرم لا رجعة فيه ! وتجدر الإشارة إلى التحول في سياسة حلف شمال الأطلسي في أوروبا بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم والتمرّد الانفصالي في أوكرانيا الذي اتهم الغرب موسكو بتأجيجه ودعمه. وعن سؤال بشأن احتمال استعادة أوكرانيا لمنطقة دونباس والقرم اللتان ضمّتهما موسكو حديثا إلى سيادتها الترابية، قال الرئيس الروسي للصحفيين: ”لحل مسألة دونباس يجب إجراء تغييرات على دستور أوكرانيا وفك المركزية الإدارية… أما بالنسبة للقرم فإن هذه المسألة مفروغ منها”. وأشار بوتين إلى أن شبه جزيرة القرم استعادت الهوية الروسية وفقا لقرار سكانها، مشددا على أن قرار أهالي القرم لا رجعة عنه. يشار أيضا إلى أنّ زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى اليونان والتي اختتمت أمس، هي الأولى منذ العام 2007، قبل شهر من قرار الاتحاد الأوروبي تجديد عقوباته على موسكو. وقع خلالها بوتين اتفاقات تعاون مع اليونان. ومع اقتراب موعد هذا القرار، تمارس روسيا ضغوطا وتهدد بتمديد الحظر على المنتجات الغذائية الذي أعلنت عنه ردا على فرض عقوبات عليها وتسبب بفائت كبير في الربح للمزارعين الأوروبيين، إلى 2017. وعبرت إيطاليا والمجر عن تحفظات على تمديد العقوبات التي فرضت في 2014، مما دفع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى الاعتراف الخميس بأن الأمر سيكون ”أصعب” هذه السنة. وتحدث شتاينماير الجمعة عن إمكانية رفع ”تدريجي” لهذه الإجراءات إذا تحقق تقدم ”بحلول نهاية يونيو” في تطبيق اتفاقات مينسك حول النزاع الأوكراني. وقبيل ذلك، بدت مجموعة السبع في اليابان أكثر حزما بتأكيدها أن العقوبات يمكن أن ترفع ”عندما تنفذ روسيا” التزامات مينسك لكن يمكن تشديدها إذا جرى العكس.