بدأت واشنطن ووارسو ،أول أمس، في بناء قاعدة مزودة بمنظومة ”إيجيس أشور” على أراضي بولندا، قيل أنها امتداد للدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا. وشيّدت القاعدة على بعد 250 كلم من جيب كالينينغراد الروسي، وسيبدأ تشغيلها خلال عامين. وأكد مساعد وزير الدفاع الأمريكي بوب وورك ووزير الدفاع البولندي انتوني ماتسيريفيتش على أن دور القاعدة سيكون دفاعي محض، على غرار قاعدة ديفيسيلو التي بدأ تشغيلها الخميس الماضي في رومانيا، وينتظر أن تعترض صواريخ بالستية التي قد تطلق من الشرق الأوسط، ولاسيما من إيران. ويرتقب أن تضم قاعدة ريدجيكوفو ، 24 صاروخا اعتراضيا من طراز أس أم 3، وسيتم إلحاقها بدرع الناتو، بقاعدة رامشتاين الألمانية ويشمل سفنا أمريكية متمركزة في إسبانيا ورادارا في تركيا. ومن جهته، قال وزير الخارجية البولندي فيتولد فازجيكوفسكي، أن القاعدة ستعزز أمن بلاده، وأكد أن موسكو تعارض بناء القاعدة لأنها تريد أن تبقى أوروبا الشرقية والوسطى ”منطقة أمن رمادية” تتحول في غياب قوات أطلسية إلى ”منطقة عازلة” تفرض فيها سياستها. وأثار بناء القاعدة حفيظة القيادة الروسية، حيث حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الخطوة، مؤكدا أن بلاده لن تنجر إلى سباق تسلح جديد، لكنها ستعدل خططها لإعادة تسليح الجيش بما يتناسب وحجم الخطر. ولفت الرئيس الروسي إلى أن: ”هذه المنظومة ليست دفاعية على الإطلاق، بل هي جزء من القدرات الاستراتيجية النووية للولايات المتحدة تنقل إلى مناطق أخرى، وفي هذا الحال بالذات إلى أوروبا الشرقية”. وخاطب بوتين المسؤوولين البولنديين قائلا: ”الذين قبلوا بعناصر من الدرع الصاروخية الأمريكية في أراضيهم، أن يتذكروا أنهم عاشوا حتى اليوم بهدوء وأمان، أما الآن، وبعد نشر عناصر الدرع الصاروخية في هذه المناطق، فإننا في روسيا سنضطر للتفكير في سبل وقف المخاطر التي تنشأ وتهدد أمن الاتحاد الروسي”. وشدد بوتين على أن نشر منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية مستمر على الرغم من أن إيران لم تعد تمثل أي خطر نووي، مؤكدا أن بلاده ستبذل قصارى جهودها للحفاظ على ميزان القوى الذي يبقى أفضل ضامن لمنع حدوث نزاعات. وتجدر الإشارة إلى التحول الذي طرأ على سياسة الحلف في أوروبا بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم وحصول التمرد الانفصالي في أوكرانيا الذي يتهم الغرب موسكو بدعمه.