* وزيرة التربية تعترف بالتسريبات وترفض إعادة الباك * أطراف تضرب بن غبريط على طريقة ”فضائح تسريبات 1992” أحدثت فضيحة التسريبات التي شهدتها مواضيع امتحانات البكالوريا في اليوم الثالث والرابع من هذه الشهادة المصيرية، ضجة في الشارع الجزائري، وهذا بعد أن خرج أمس 800 ألف مترشح والسعادة بادية على وجوههم بالنظر أن المواضيع المطروحة في مادة التاريخ والجغرافيا هي نفسها التي قضوا ليلة بيضاء لحلها عبر صفحات ”الفايسبوك” بعد أن نشرها من قبل أطراف أرادات ضرب وزيرة التربية وزعت الامتحانات الرسمية على ذات طريقة فضائح 1992، بعد أن تمكنت الوزيرة هذه السنة من وقف كل أشكال ”الغش الجماعي” ب”3 جي”. لم تتمكن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط من إتمام امتحانات البكالوريا لدورة 2016 من دون فضائح، بعد أن تفجرت أمس قضية التسريبات التي زعزعت قطاع التربية الوطنية، والتي أرادت أطراف حسب بعض الأساتذة إقالتها والانتقام منها، خاصة وأنها تمكنت ولأول مرة بغلق كل منابع ”الغش” الذي كان طالما يميز هذا الامتحان المصيري في السنوات الأخيرة. التلاميذ أجابوا على امتحان التاريخ بدون النظر في أوراق الأسئلة ويأتي هذا بعد أن عرف أمس امتحان البكالوريا في يومه الرابع تسريبات غير طبيعية للمواضيع افقدت مصداقية البكالوريا، وهذا بعد أن تداول التلاميذ وبشكل واسع عشية الامتحان الخاص مختلف مواضيع التاريخ والجغرافيا في مختلف الشعب، عبر صفحات الفايسبوك تحت شعار ”خلي الزوالي يدي الباك”، وأمضوا ليلة بيضاء تم فيها تداول وبشكل واسع أسئلة وحلول المواضيع التي أطلقتها أطراف بداية من منتصف الليل، وهذا قبل أن يتفاجأ التلاميذ أمس أنها وعند توزيع أوراق الأسئلة وعبر مختلف مراكز الوطن بأنها ذات المواضيع المسربة. كما قام مجهولون صبيحة يوم أمس، بتوزيع صور طبق الأصل عن مواضيع التاريخ والجغرافيا شعبة العلوم التجريبية، وكذا شعبة الآداب قبل أن يتأكدوا بعد دخول التلاميذ الامتحان بأن تلك النسخ كانت نفسها لمواضيع البكالوريا الرسمية، وهو ما آثار ضجة كبيرة في أوساط التلاميذ والرأي العام، حيث اغتنم العديد من المترشحين فرصة الاطلاع على الموضوع وتحليله فيما بينهم والاستنجاد بمقربين لهم على موقع التواصل الاجتماعي ”فايسبوك” لمعرفة الأجوبة، هذا فيما لجأ أمس التلاميذ وقبل انطلاق الامتحان بكتابة الأجوبة على الطاولات وعلى الجدران وحتى عبر تذاكر النقل ”ايتوزا”، وعند بداية الامتحان، أصبح التلاميذ يقولون للأساتذة الحراس أعطونا أوراق الإجابة للإجابة مباشرة ولسنا بحاجة لأوراق الأسئلة”، علما أن ذات السيناريو عرفه امتحان مادة الفرنسية التي روّجت أسئلته عشية الامتحان. ليلة بيضاء لترصد تسريبات مواضيع أخرى وتجند أمس التلاميذ، لقضاء ليلة الثلاثاء بيضاء أيضا، تحسبا لتسرب مواضيع المواد المتبقية على غرار مادة الإسبانية والألمانية والإيطالية بالنسبة لشعبة الآداب واللغات، وكذا الأمازيغية والفيزياء والفلسلفة للشعب العلمية، بما فيها مواضيع التقنيين فيما تعلق بامتحاناتهم المتبقية. وفي ظل كل هذا تساءلت أطراف عن كيفية حدوث مثل هذه التسريبات للمواضيع والمكلّفون بتوزيع المواضيع على مديريات التربية ومن بعدها على مراكز الإجراء متواجدون في مقرّ مصلحة الامتحانات والمسابقات بوزارة التربية منذ حوالي شهر وغير مسموح لهم بمغادرة مكان تواجدهم ولا الاتصال بذويهم إلى غاية الانتهاء من المهمة. هذا من جهة ومن جهة ثانية كل المواضيع تكون في أغلفة وأكياس بلاستيكية مشمّعة ولا تفتح إلا في القاعات وأمام مرأى الطلبة وهذا يعني على حد قول مصادرنا ”أن هناك مواضيع إضافية داخل مقرّ الديوان بالوزارة غير مخبأة وليست موضوعة في الأكياس وهي في متناول من هم في الوزارة وإن كان هناك تسريب فهو من عندهم”، داعين وزيرة التربية إلى فتح تحقيق معمق لفضح المتورطين، في المقابل تحركت عدة أطراف معادية لسياسة وزيرة التربية للمطالبة بإقالتها، مستغلة هذه التسريبات لتحقق طلبها الذي كانت قد رفعته في أكثر من مناسبة. بن غبريط: ”سنقاضي كل من يقف وراء التسريبات والتحقيق سيظهر اليوم” وفي ذات الصدد اعترفت أمس وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بحقيقة وجود تسريبات في بعض مواضيع البكالوريا ”لكنها لن تمس كل الشعب” على حد قولها مشيرة إلى فتح تحقيق موسع في العملية وهذا قبل أن تشدد عن استحالة التفكير في الوقت الراهن في إعادة امتحانات البكالوريا. وقالت ”أن اليوم الخميس سيتم تقديم نتائج التحقيق للرأي العام الجزائري والذي فتحته وزارة التربية بداية من ليلة أول أمس بخصوص التسريبات للمواضيع التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشية امتحانات بعض المواد، مؤكدة أنها كانت قد التقت النقابات الناشطة في القطاع وقد تم رفع لها انشغال هذه التسريبات، مطمئنة الجزائريين أنهم سيتم الوصول للمتورطين ومعاقبتهم من خلال جرهم إلى أروقة العدالة ومقاضاتهم، مؤكدة أن إعادة البكالوريا أمس مستبعد حاليا. هذا فيما جاء بيان صدر أمس من الوزارة ”أنه تم فتح تحقيق حول ما تداولته بعض الأطراف بشأن تسريب مواضيع امتحان شهادة البكالوريا على شبكة التواصل الإجتماعي لكشف المتسببين في ذلك ومتابعتهم”، موضحا أنه وبخصوص ما تداولته بعض الأطراف حول تسريب مواضيع امتحان شهادة البكالوريا على شبكة التواصل الإجتماعي، فإن وزارة التربية الوطنية تطمئن كافة المترشحين والرأي العام بأن هذه الإمتحانات تجري في ظروف عادية وأنه في حالة ظهور أي مؤشر يمس بمصداقية هذا الإمتحان فإنها (الوزارة) وبالتنسيق مع الهيئات المختصة التابعة للدولة، ستقوم بالتحقيقات اللازمة لكشف المتسببين ومتابعتهم”. من جهة أخرى، أكدت الوزارة أنها ”تلتزم بضمان حق كل المترشحين في تكافؤ فرص النجاح لهم، متمنية التوفيق لهم في باقي المواد الجاري الإمتحان فيها”، مشيرة أنه ”سيتم إخطار الرأي العام اليوم الخميس 2 جوان 2016 غداة الإنتهاء من الإمتحان بتقييم أولي لبكالوريا هذه السنة من طرف الوزارة والشركاء الاجتماعيين”.