تم أمس ولليوم الرابع على التوالي من امتحان شهادة البكالوريا تسريب لموضوع امتحان التاريخ والجغرافيا للشعب العلمية الذي تم تداوله ساعات قبل انطلاق الامتحان الرسمي على نطاق واسع عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أكد المترشحون عقب نهاية الامتحان أن الأسئلة المسربة هي نفسها التي تم طرحها خلال الامتحان ما يؤكد أن هذه التسريبات لم تكن مجرد إشاعات، في الوقت الذي اعترفت وزيرة التربية نورية بن غبريط وأكدت الأمر، مشيرة إلى فتح تحقيق فوري مع إخطار الرأي العام بالنتائج الأولية المتوصل إليه اليوم كأقصى تقدير. شهد اليوم الرابع من الامتحانات الخاصة بشهادة البكالوريا تداول عدة مواضيع على نطاق واسع عبر صفحات التواصل الاجتماعي لامتحان مادة التاريخ والجغرافيا للشعب الأدبية والعلمية ساعات قبل انطلاق الامتحان الرسمي بعد أن قام مجهولون بتوزيع صور طبق الأصل عن مواضيع البكالوريا، وتفاجأ التلاميذ أن الأسئلة المتداولة هي نفسها المطروحة خلال الامتحان الرسمي، وقد عبر المترشحين لنيل شهادة البكالوريا عن استيائهم وتذمرهم من مثل هذه الممارسات التي قد تعصف بمستقبلهم في حال تم إلغاء البكالوريا بعد الفضائح التي شهدتها منذ اليوم الأول، فيما أشاروا إلى أن الوضعية الحالية لن تضمن تكافؤ الفرص بين المترشحين. وفي هذا الاطار، دعت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، إلى فتح تحقيق في مهزلة البكالوريا، موضحة أن كل التدابير التي أخذت انعكست سلبا على المترشحين في الوقت الذي كلفت وزارة التربية الوطنية بتوفير كل ما يمكن أن يكون لإنجاح العرس إلا أنها أخفقت، مضيفة أنه بسبب لا مسؤولية القرارات المتخذة تم إقصاء الكثير من المترشحين جوراً. امتحان استثنائي في المواد والشعب المعنية بالتسريب من جهتها، طالبت نقابة الأسانتيو الحكومة بتحمل مسؤوليتها الدستورية التي تقتضي ربط المسؤولية بالمحاسبة بفتح تحقيق سريع ونزيه لمعاقبة المسؤولين المحتملين عن تسريب مواضيع البكالوريا، فيما استنكرت بشدة جميع أشكال الغش في الامتحانات حفاظا على تكافؤ الفرص بين المترشحين، مضيفة أن سمعة البكالوريا في الجزائر أصبحت في خطر خاصة بعد عجز مختلف الوزراء الذين تعاقبوا على تسيير القطاع في ضمان شفافيتها رغم التطمينات التي أطلقها هؤلاء خلال السنوات الفارطة. وتحدثت النقابة، على أن كل وزير ترأس القطاع تحدث عن توفير كل الوسائل البشرية والمادية والمعنوية لإنجاح دورات البكالوريا إلا أن الواقع سرعان ما يفضح كل التطمينات والتعهدات التي يطلقها من أسندت لهم مهام تسيير أهم وزارة في البلاد، فيما طالبت بتنظيم امتحان استثنائي في المواد والشعب المعنية بالتسريب مع إجبارية إجراء تحقيق نزيه وشفاف في هذه المهزلة . التسريب لا يمس كل الشعب وإلغاء بكالوريا 2016 غير وارد في ذات السياق، أعلنت وزارة التربية الوطنية ،أمس، في بيان لها، أنه تم فتح تحقيق حول ما تداولته بعض الأطراف بشأن تسريب مواضيع امتحان شهادة البكالوريا على شبكة التواصل الاجتماعي لكشف المتسببين في ذلك ومتابعتهم. وأوضح بيان للوزارة أنه بالنظر لما تداولته بعض الأطراف حول تسريب مواضيع امتحان شهادة البكالوريا على شبكة التواصل الاجتماعي، فإن وزارة التربية الوطنية تطمئن كافة المترشحين والرأي العام بأن هذه الامتحانات تجري في ظروف عادية وأنه في حالة ظهور أي مؤشر يمس بمصداقية هذا الامتحان فإن الوزارة وبالتنسيق مع الهيئات المختصة التابعة للدولة، ستقوم بالتحقيقات اللازمة لكشف المتسببين ومتابعتهم . من جهة أخرى، أكدت الوزارة أنها تلتزم بضمان حق كل المترشحين في تكافؤ فرص النجاح لهم، متمنية التوفيق لهم في باقي المواد الجاري الامتحان فيها، مضيفة حسب ذات البيان أنه سيتم إخطار الرأي العام اليوم بعد الانتهاء من الامتحان بتقييم أولي لبكالوريا هذه السنة من طرف الوزارة والشركاء الاجتماعيين . في ذات السياق، اعترفت بن غبريط، بوجود تسريبات لكنها لم تمس كل الشعب، مشيرة بخصوص تداول احتمال إلغاء بكالوريا هذا العام، أن هذا القرار غير وارد وعلى التلاميذ مواصلة الامتحانات. واغتاض العديد من المواطنين والمثقفين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي من، هذه المهزلة الجديدة، في البكالوريا، متسائلين من سينصف التلاميذ المجتهدين الان، مؤكدين ان مثل هذه الفضائح تضرب في الصميم مصداقية البكالوريا، وتضرب مجهودات قطاع التربية منذ عقود عرض الحائط، داعين في نفس الوقت بتسليط اقضى العقوبات على من تثبت التحقيقات انهم متورطون في تسريب الاسئلة.