تمكّنَ شابٌ منحدرٌ من منطقة تبسة، ويقيم منذ سنوات قليلة في أوروبا، من أن يصيرَ مصدرَ رعبٍ وترويعٍ، لفئاتٍ واسعةٍ منَ المجتمع، بسبب ما ينشره عنها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، من فضائح وشبهات فساد واستغلال للنفوذ؛ هي في الحقيقة أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع. وبتهافت متتبعي صفحته، واستمتاعهم بأخبار ”الشذوذ” عن هذه أو تلك، واستيلاء هذا المنتخب أو ذاك على عقارات بغير وجه حقّ، واستحواذ أحد البرلمانيين على سوق الأسلحة والمخدرات وتجارة الرقيق؛ وبالنظر إلى عدد ”الجامات” و”التعليقات” التي يحوزها حسابه، والنسبة العالية لمتتبعيه، منَ المهووسين بهذا النوع منَ ”التسريبات”، أُصيبَ الشاب بمرض عضال، مسَّ مقدراته على قراءة وتحليل ونشر ما يصله منْ أخبار منَ المصدر. فلم يعد يتحمّل مثلا أن يقرأ من بين التعليقات، ما لا ينسجم ولا يوافق حجمَ السوء الذي يلحقه بأعراض الناس، تماما كما تفعل بعض الصحف وفضائياتها التي تخصّصت في نشر الرذيلة والفساد، باسم مكافحتها.. والمؤلمُ في الموضوع، أنَّ بعض منشوراته، كانت سببا في تحطيم بيوت آمنة، وإلحاق الشبهة بمواطنين نزهاء، ممّن أعرفهم أنا شخصيا، وأشهد لهم بالكفاءة والعفّة وصفاء السريرة. غير أنَّ استسلام غالبية الناس لأخبار السوء والفضائح، وتصديقهم للهراء الذي ينشره مراد بوعكاز على صفحته الفيسبوكية من إسبانيا وفرنسا، هو ما يدعو في الحقيقة إلى التساؤل، عمّا ألحقَ هذا الشابَ إلى هذا الحدّ من الغيّ والبهتان؛ وصيّرَ المجتمعَ برمّته، يتلذّذُ بمثل هذه ”الأخبار”، ولا يصدّق أبدا أنها البهتان بذاته وصفاته. هذه هي المشكلة..اتبردينا.