يحظى موسم الحصاد لهذه السنة بولاية عنابة، بإجراءات تأمينية تسهر على توفيرها مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع محافظة الغابات من أجل ضمان موسم حصاد دون حرائق، حيث تمت مباشرة التحضير لبرنامج عمل استثنائي وقائي يضع حدا لتلف محاصيل القمح جراء اندلاع الحرائق، خصوصا مع توقع ارتفاع درجات الحرارة غضون شهري جويلية وأوت القادمين. سطرت مصالح الحماية المدنية بولاية عنابة، بالتنسيق مع محافظة الغابات برنامج عمل وقائي موجه للمساحات الفلاحية الخاصة بالحصاد عبر تراب بلديات ولاية عنابة، في خطوة لإنجاح الموسم الذي أكدت المصالح الفلاحية أنه سيكون ممتازا على الرغم من موجة الجفاف التي اجتاحت الوطن غضون شتاء السنة الجارية، إلا أن الأمطار المتأخرة مكنت من إنقاذ آلاف هكتارات البقول الجافة، خصوصا القمح بجميع أنواعه منها. وفي هذا الصدد كشفت مصالح الحماية المدنية عن عملية تقسيم المساحات الفلاحية لمربعات من أجل التحكم فيها، عن طريق وضع أحزمة واقية تمنع انتشار ألسنة اللهب، والتي عادة ما تكون الشرارات الكهربائية من آلات الحصاد وراءها. كما دعت ذات المصالح القائمين على قطاع الغابات إلى مد يد العون في توفير صهاريج المياه عبر هذه المساحات من أجل التدخل السريع والناجع لإنقاذ المناطق المتضررة في حال وقوع أي حريق. من جانب آخر شكلت الحملات التوعوية هي الأخرى نوعا من أنواع العمل الوقائي، لحماية المحاصيل الفلاحية من النيران التي تقضي كل سنة على أكثر من 100 هكتار من البقوليات ومادة التبن وآلاف الهكتارات من المساحات الغابية. في هذا السياق تجدر الإشارة أنه تم التقرب من الفلاحين لشرح كل العمليات الخاصة بالحصاد والدرس وكذلك تقديم نصائح وإرشادات قصد التقليل أوالحد من اندلاع حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية وانتشارها، بتقديم توصيات وقائية من طرف إطارات الحماية المدنية ومختلف الفاعلين مع توزيع مطويات وملصقات، بالإضافة إلى فتح نقاش مع الفلاحين لطرح انشغالاتهم من أجل التوصل إلى تحديد أساليب التدخل الناجعة لضمان سير موسم حصاد ناجح دون حرائق. وتأتي هذه اللقاءات في إطار تفعيل العمل الجواري الجاد من أجل حماية ثروتنا الزراعية والغابية، هذه الأخيرة التي تعرف انتهاكات خطيرة من خلال استغلال مساحاتها بشكل عشوائي، ناهيك عن ضرب ثروة مادة الفلين من خلال الاستحواذ غير القانوني على أطنان منها من طرف عصابات مازالت تنشط بأعالي جبال الايدوغ الشامخة.