أعلنت الحكومة العراقية عن احكام قواتها سيطرتها على معظم أرجاء مدينة الفلوجة وطرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" منها. وقال الفريق الركن عبد الأمير الشمري "العدو ينهار، وقد فقد السيطرة على مقاتليه، وهم الآن يفرون"، مضيفا إن "التنظيم "سيحدث له انهيار تام خلال الساعات المقبلة". وبحسب بيان صادر عن الجيش، فإن العلم العراقي يرفرف الآن على مبنى المجمع الحكومي للمدينة ذات الغالبية السنية، بعد أن حررتها القوات العراقية الجمعة، وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في خطاب تلفزيوني إنه لا تزال هناك بعض البؤر التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، وتحتاج إلى التطهير خلال الساعات القادمة"، وأضاف "وعدناكم بتحرير الفلوجة وقد استعدناها. لقد سيطرت قواتنا البطلة على قضاء الفلوجة وأحكمت سيطرتها على داخل المدينة". وكتب العبادي على موقعه في تويتر، أن "المعركة المقبلة" هي الموصل، التي سيطر عليها داعش في عام 2014، لكن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر صرّح للصحفيين "مازال الأمر يتطلب مزيدا من القتال"، مشيرا إلى أن التنظيم ما زال يسيطر على جزء كبير من المدينة. يذكر أنّ القوات العراقية المدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي شنت هجوما واسعا منذ 23 أيار ماي لاستعادة الفلوجة الواقعة غرب بغداد. وبدأت الحكومة العراقية في تدريب الدفعة الأولى من قوات الحشد العشائري من أبناء محافظة نينوى تمهيدا لعملية تحرير مدينة الموصل من سيطرة التنظيم. وفي ذات الشأن أفادت منظمة الهجرة الدولية، يوم أمس، إن نحو 16 ألف مدني نزحوا من محيط مدينة الفلوجة خلال اليومين الماضيين فرارا من نيران المعارك بين مسلحي داعش من جهة والقوات العراقية والميليشيات الموالية من جهة أخرى، ليرتفع عدد النازحين منذ بداية عملية استعادة السيطرة على المدينة إلى 86 ألفا وقالت المنظمة في بيان" آلاف الأسر العراقية نزحت من مناطقها بسبب العمليات العسكرية الخاصة بتحرير الفلوجة، عن طريق جسرين رئيسيين تم فتحهما الخميس بعد حصار دام أشهرا وعجزهم عن مغادرة المدينة". وقدرت لجنة الطوارئ التابعة للمنظمة عدد النازحين من محيط الفلوجة ب 86.286 نازحا ( 11.381 أسرة) حتى يوم الخميس الماضي"، وتابعت "أكثر من 35 ألف شخص فروا من الفلوجة الأسبوع الماضي وانضموا إلى النازحين الذين فروا من المدينة منذ بدء العمليات العسكرية بالفلوجة فجر 23 ماي الماضي". وأضافت: "أن أكثر من 56 ألف شخص نزحوا إلى عامرية الفلوجة، وفاقت أعداد النازحين قدرات الاستيعاب المتاحة التي تشمل الاحتياجات الطارئة" في مخيمات النازحين. ووزعت المنظمة جهات أخرى عاملة في المجال الإغاثي طرود المواد غير الغذائية لأكثر من 4500 أسرة نزحت مؤخرا من الفلوجة في تاريخ 29 مايو وأغلبية النازحين في العامرية. وفي شأن ذي صلة، أكدت الإدارة الأمريكية دعمها لعراق "موحد" ومعارضتها لأي محاولة لتقسيمه، وذلك في خضم ردها على دعوة رئيس المجلس الأمني لإقليم كردستان مسرور بارزاني إلى تقسيم العراق فور الانتهاء من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي للصحافيين الخميس إن موقف واشنطن لم يتغير بشأن تأييدها لعراق "فيدرالي تعددي ديمقراطي موحد". وأضاف "هذه كانت سياستنا ولن تتغير". وتابع أن واشنطن تعتقد أن ذلك "أفضل مسار سياسي لمستقبل العراق" باعتباره "الحل الأفضل لكل المنطقة". وكان مسرور البارزاني رئيس المجلس الأمني لحكومة إقليم كردستان العراق ونجل رئيس الإقليم مسعود البارزاني، قد دعا لتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات منفصلة للشيعة والسنة والكرد، بمجرد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، "لتفادي إراقة المزيد من الدماء". وأضاف البارزاني إن "عدم الثقة وصل إلى مستوى لا يسمح ببقاء هذه المكوّنات تحت سقف واحد"، مشيراً إلى أن "الفدرالية لم تنجح وبالتالي إما أن يجري اللجوء إلى الكونفدرالية أو إلى الانفصال الكامل". كما دعا البارزاني إلى "إجراء استفتاء في استقلال الكرد هذا العام، كما طالب بمنح السنّة الخيار نفسه في المحافظات التي يمثلون فيها الأغلبية".