عرفت بلدية إيرا?ن سويسي بجيجل، في السنوات الثلاث الماضية، قفزة نوعية من الناحية التنموية، حيث تحولت إلى ورشة كبيرة لإنجاز عديد المشاريع، لاسيما في جانب قطاع الطرقات بعد أن تم تعبيد أغلب الطرق المهترئة، على غرار طريق ايراقن ومشتة القرارطة، والطريق الرابط بين قرية القرارطة ومشتة عين لبنى، وكذا الطريق الرابط بين بئر غزالة وبابور. في نفس الوجهة تم تعبيد الشطر الأول من مشروع الطريق الرابط بين مركز البلدية إلى حدود بلدية زيامة منصورية، حيث لم يبق إلا الشطر الثاني الرابط بين مشتة بئر غزالة إلى غاية زيامة مركز، وهو الشطر التابع لبلدية زيامة على مسافة كيلومترين فقط وغلافه المالي متوفر، حيث ينتظر الانتهاء منه في أقرب وقت ممكن من أجل القضاء على معاناة تنقل المواطنين بين البلديتين. ورغم هذه الإنجازات الملموسة إلا أن حوالي 40 بالمائة من الطرقات عبر البلدية لاتزال في حالة يرثى لها وتتطلب التهيئة والتعبيد والإصلاح. وحسب مصادرنا من ذات البلدية، فإن ملف الإنارة الريفية قد شهد هو الآخر تحسنا ملحوظا، إذ تقترب البلدية من معالجة هذا الملف بنسبة مطلقة بعد أن عممت في السنوات الأخيرة في التجمعات السكانية المتبقية، وبالتالي فقد تم تحقيق أهم مطالب السكان على الواقع وخاصة مواطني بعض المداشر المعزولة. وبخصوص قطاع السكن، علمنا أن البلدية تعاني نقصا واضحا بعد أن حرمت من السكن الإجتماعي، حيث لم تظفر بمشاريع هامة على غرار بلديات أخرى، حيث نشير الى استفادتها من حصة في قطاع السكن الريفي بلغت 196 وحدة سكنية لاتزال في طور الدراسة. لذلك تبقى وضعية عديد المواطنين تراوح مكانها ولم تشهد أي تحسن، لاسيما بالنسبة لسكان الشاليهات بمركز البلدية الذين يعانون من تدهور سكناتهم، فلم تعد صالحة ولا تضمن لهم العيش الكريم والمحترم. ويبدو واضحا أن بلدية إيراقن سويسي التي تعاني من شح الإيرادات الذاتية وتعتمد بشكل كبير على خزينة الدولة بالنظر لفقرها وعزلتها، قد تأثرت بالوضعية العامة للبلاد التي تمر بمرحلة التقشف، ويعتبر مشروع التهيئة الحضرية الذي كان مبرمجا سابقا لتحسين الإطار المعيشي لمواطني البلدية الخاسر الأكبر من توقف إعانات الدولة، لاسيما أن مثل هذه المشاريع تستهلك أغلفة مالية ضخمة تقدر بعشرات الملايير، وهو مايجعل تجسيدها أشبه بالمستحيل في الظروف الحالية. وأمام هذا التراجع في تمويل المشاريع التنموية لم يبق أمام مسؤولي البلدية إلا تحريك عجلة الاستثمار تنفيذا لتوجيهات السلطات العليا للبلاد، حيث علمنا أن البلدية تلقت خمسة طلبات للاستثمار، من بينها واحد يخص تشييد مركب سياحي، وآخر مشروع إنجاز نزل ريفي، مع العلم أن البلدية تتوفر على مناظر خلابة تجعلها منطقة سياحية بامتياز، إذ أنها معروفة بالطابع الجبلي وسد تتوسطه جزر صغيرة جميلة. وبالرغم من الإنجازات المحققة في السنين الأخيرة في مختلف مجالات الحياة، فإن مطالب المواطنين لم تتحقق بكاملها ولاتزال نقائص في حاجة إلى معالجة وتتطلب صبرا جميلا من قبل سكانها، لاسيما في ظل ضعف إمكانيات البلدية وشح الموارد المالية من الخزينة العمومية.