استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال, مساء أول أمس, مبعوث الملك محمد السادس, الوزير المنتدى لدى وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريتا, الذي سلمه رسالة من الملك المغربي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة, حيث تطرقا الجانبان إلى الوضع الأمني بالمنطقة, وواقع العلاقات الثنائية, في خطوة توحي بأن المغرب لا خيار له أمام الوضع السياسي والاقتصادي الذي يعيشه, سوى إعادة الدفئ لعلاقاته مع الجزائر. لأول مرة مند توليه العرش بعد وفاة والده, الحسن الثاني, خاطب الملك محمد السادس, رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة, برسالة خاصة, أوفدها عن طريق وزير منتدب لدى وزير الشؤون الخارجية, الذي تناول بدوره مع الوزير الأول عبد المالك سلال, بحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل, ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتنسيق مع مصالح الأمن بشير طرطاق, وكذا سفير المملكة المغربية بالجزائر عبد الله بلقزيز, العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب, وكذا الوضع الأمني العام بالمنطقة والتحديات التي تواجهها, خاصة ما تعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة, بالاضافة إلى مسائل ذات صلة بالتنمية والهجرة في منطقة المغرب العربي. وبالنظر إلى السياق التي تأتي فيه هذه الخطوة المغربية, والمتمثل في انتصارات تلوى الأخرى تحققها القضية الصحراوية في المحافل الدولية لا سيما بعد نجاح المؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليساريو الذي انتخب إبراهيم غالي رئيسا خلفا للراحل محمد عبد العزيز, الذي حل هو الآخر بالجزائر بحر الأسبوع الفارط, بالإضافة إلى انتقادات دولية لتجارة السموم المنتجة بالمغرب, وكذا الركود الاقتصادي الذي يعيشه المغرب. ويكون المغرب بقيادة الملك محمد السادس قد تأكد أنه لا خيار له سوى إعادة الدفء لعلاقاته مع الجارة الجزائر, خاصة وأن الجزائر أصبحت اليوم طرفا فاعلا في الساحة الدولية سواء تعلق الأمر بمكافحة الإرهاب أو حل الأزمات والملفات الدولية المعقدة ومكافحة الإرهاب بالمنطقة.