حذر وزير الداخلية والجماعات المحلية, نور الدين بدوي, سكان الجنوب من مغبة استغلال مشاكلهم اليومية من قبل بعض الدوائر الراكضة وراء تحقيق أهداف ”سياسوية وانتخابية”, وتوقع تجدد تلك ”المناورات مع اقتراب آجال الاستحقاقات المقبلة”. ذكر الوزير بدوي أن تلك التحريضات ”ستتجدد قريبا على الرغم من أنها باتت مفضوحة”, واقترح على شباب الجنوب في لقاء جمعه, أمس, ب10 ولاة للجنوب, بورڤلة, الالتحاق بالمشاريع التنموية والاندماج الإيجابي, وعدم الانخراط في ”مشاريع المغامرين العقيمة التي لم تأت سوى بزرع الكره والضغينة وإذكاء نار الفتنة وعوامل التفرقة, منتهكة حرمات البيوت بزرع الشك في الأحياء والعشائر”. وأوصى وزير الداخلية الولاة بالاضطلاع بمهمة تأمين وتحصين المناطق الجنوبية التي عرفت عدة اضطرابات في الفترات الماضية, وخاصة ولاية ورڤلة التي كانت معقلا لعدة حركات احتجاج على خلفية حركة البطالين, وبعدها المعارضين لاستغلال الغاز الصخري وما عقبها من اختلالات, ونصح الولاة بفتح قنوات الحوار مع المواطنين وممثلي المجتمع المدني, والتواصل المباشر معهم, لقطع الطريق على من يحاولون زرع الفتنة, بعيدا عن نظرة الاستصغار أو والاحتقار ”لأن الجنوب يفرض نفسه كمتغير أساسي في معادلة التنمية الوطنية”. ودعا وزير الداخلية والجماعات المحلية الولاة والولاة المنتدبين إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ مخطط رئيس الجمهورية تحضيرا لاجتماع الحكومة بالولاة الثاني, المزمع تنظيمه مع الدخول الاجتماعي المقبل, مشددا على أهمية السهر على تنفيذ المخططات التنموية التي سطرها رئيس الجمهورية في خريطة الطريق المفصلة للجنوب الكبير, والمتضمنة ثلاثة محاور هامة, وهي تكييف التأطير الإداري والإقليمي لولايات الجنوب مع مقتضيات المرحلة تنمويا, والتقليص من الفوارق التنموية بين الشمال والجنوب والهضاب العليا, وأخيرا تحفيز الاستثمارات الاقتصادية المنتجة والخلاقة للثروة ومناصب الشغل والمثمنة لمكنونات المنطقة في إطار المحافظة على حقوق الأجيال القادمة. واعتبر الوزير أن المحور الأول من خريطة الرئيس قد تحقق, مشيرا إلى أنه خلال السنة الجارية قد يتم الانتهاء من عملية تنصيب الولايات المنتدبة في الأقاليم الشاسعة والمناطق الحدودية, لتخفيف الضغط على الولايات التقليدية, وركز على ضرورة التقليص من الفوارق بين ولايات الجنوب والشمال, وتقديم نتائج ملموسة قبل انعقاد اجتماع الحكومة بالولاة, المنتظر مع الدخول الاجتماعي المقبل, في إطار مراعاة خصوصية الجنوب الذي لاتزال طاقته غير مستغلة تماما. ودعا بدوي لضرورة اعتماد الطاقة المتجددة كمورد طاقوي رئيسي لسد الاحتياجات الخاصة بالكهرباء, وتوجيه الاستثمارات العمومية في مجال الري والأشغال العمومية بما يسمح بتطوير المناطق الحدودية, والإسراع في تعميرها والتحفيز على استغلال المناجم ومحاربة التصحر.
... ولايات الجنوب غير معنية بالتقشف في تمويل المشاريع وشدد الوزير في كلمته على أن ولايات الجنوب غير معنية بإجراءات التقشف الخاصة بالمشاريع التنموية عكس الولايات الشمالية, تقديرا منه أن هذه الولايات لاتزال في حاجة ماسة للهياكل وتعاني عجزا واضحا لا يمكن تجاوزه, وذكر بما سبق وأن قاله لولاة الشرق والغرب, بأن ”عهد التحويلات المالية المركزية قد ولى”, مضيفا أن الدولة ستواصل دعمها للولايات الجنوبية من أجل التقليل من الفوارق في مجال المرافق العمومية والشبكات القاعدية, وأبرز أن هذه المرافق هي في صميم استراتيجية الإطلاق الاقتصادي للمنطقة وإعمارها, خاصة المناطق الحدودية والمنعزلة, لأنها في حاجة ماسة إليها, ونبه الولاة لضرورة مراعاة الاقتصاد في تكلفة المشاريع قبل الخوض في تكاليف التهيئة تجنبا لمضاعفة الأغلفة المالية.