أطلقت صافرة الإنذار عبر عدد من مناطق الوطن، نتيجة انتشار أخبار تشير إلى عودة فيروس نيوكاسل الذي يصيب الدجاج، ما سينعكس جليا على الأسعار، فثمن الكيلوغرام الواحد من الدجاج قد ارتفاع بشكل كبير بعد انقضاء شهر رمضان، ما أثار استياء المواطنين خاصة محدودي الدخل. ويهدد فيروس نيوكاسل الدواجن في الجزائر بعد أن كان قد انتشر منذ سنوات بولايات الشرق الجزائري، على غرار سطيف وبرج بوعريريج، تبسة وباتنة، حيث تم إطلاق حملة تلقيح واسعة للحد من انتشار المرض. وقد نقلت الإذاعة الوطنية تحذيرات لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية موجهة لمربي الدواجن من تكبد خسائر هائلة بسبب انتشار فيروس نيوكاسل الذي يتسبب في إصابتها ونفوقها. وأرجع المراقب العام بمصلحة البيطرة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بولحبال، السبب الرئيسي في انتشار الفيروس إلى عدم التلقيح وانعدام النظافة. وأوضح المتحدث أن الكثير من المستثمرات الناشطة بالميدان، وعددها يزيد عن 500 ألف مستثمرة، تنشط بطريقة غير شرعية وغير قانونية ولا تحترم شروط النظافة والتلقيح، وهو ما أدى إلى ظهور فيروس نيوكاسل الذي تسبب في نفوق عدد كبير من الدواجن وكبد المربين خسائر معتبرة، حسب تعبيره. وأشار إلى أن ولاية البويرة كانت أكبر متضرر من انتشار الفيروس، وذلك بتضرر أربعة مربي دواجن، لكنه لفت إلى أن الوضع بات متحكما فيه من قبل السلطات الصحية التي أجبرت المربين على التلقيح بعد انتشار فرق المراقبة. من جهته، دعا رئيس جمعية حماية المستهلك وإرشاده "أبوس"، مصطفى زبدي، إلى ضرورة تحديد بؤر تواجد الفيروس والقضاء عليه قبل انتشاره بسبب ما يشكله من خطر على الثروة الحيوانية على حد تعبيره. هذا وقد ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء خلال الأيام الأخيرة بشكل محسوس دون مبررات واضحة، ما أثار استياء المواطنين، خصوصا أنه يحرم العائلات ذات الدخل المحدود من اقتناء هذه المادة الأساسية، من جهته، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، في تصريح سابق ل "الفجر"، أن مجموعة من العوامل قد اجتمعت وأدت إلى ارتفاعه في فصل الحر على رأسها محدودية العرض في مواجهة الطلب الكبير، وتقليص حصص الدجاج المربى، بالإضافة إلى نقص اليد العاملة والتكاليف الباهظة التي يتحملها المربون. وقد تفاجأ الجزائريون بتسجيل ارتفاع معتبر في سعر الدجاج الذي وصل إلى 340 دج للكيلوغرام الواحد في بعض المناطق، بعد أن استقر في حدود 240 دج لليكلوغرام في شهر رمضان، واعتبر الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، في اتصال مع "الفجر"، أن هذا الارتفاع المحسوس في سعر اللحوم البيضاء راجع إلى جملة من العوامل وليس عاملا واحدا فقط، أولها زيادة الطلب على الدجاج في هذه الفترة التي تلي شهر رمضان مع محدودية العرض، كون مجمل المربين قد سوقوا دجاجهم بالكامل خلال الشهر الفضيل واستنفدوا مخزونهم، وبالتالي فإن تربية صيصان جديدة يتطلب مدة شهر ونصف لتكبر ويتم تسويقها، وبالتالي تتميز هذه الفترة من السنة بتراجع العرض في ظل تزايد الطلب. وأرجع بولنوار ارتفاع الطلب على اللحوم البيضاء في هذه الفترة من الصيف إلى المناسبات العائلية والأعراس، على غرار الاحتفال بنجاح الأبناء في شهادات الأطوار الثلاثة وتنظيم الولائم بمناسبة قدوم المعتمرين، فضلا عن عودة المطاعم التي كانت متوقفة في رمضان إلى النشاط، بالإضافة إلى إقبال الجزائريين على استهلاك الدجاج في فصل الصيف، ما يؤدي إلى ارتفاع سعره في ظل محدودية المنتوج. كما اعتبر بولنوار عدم إقبال المربين على تربية الدجاج بالقدر الكافي في هذه الفترة من السنة أحد العوامل التي تسهم في لهيب سعر لحمه، مشيرا أن 40 بالمائة من مربي الدواجن يعتمدون على الوسائل البدائية والتقليدية، وفي ظل انخفاض سعره في شهر رمضان إلى 200 دج للكيلوغرام، تخوف المربون من تكبد خسارة نتيجة استمرار انخفاض ثمنه إلى ما بعد رمضان، ما جعلهم يقلصون حصة الدجاج الذي يتم تربيته.