ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء خلال الأيام الأخيرة بشكل محسوس دون مبررات واضحة، ما أثار استياء المواطنين، خصوصا أنه يحرم العائلات ذات الدخل المحدود من اقتناء هذه المادة الأساسية. من جهته اعتبر رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، في تصريح خاص ل "الفجر"، أن مجموعة من العوامل قد اجتمعت وأدت إلى ارتفاعه في فصل الحر على رأسها محدودية العرض في مواجهة الطلب الكبير وتقليص حصص الدجاج المربى، بالإضافة إلى نقص اليد العاملة والتكاليف الباهظة التي يتحملها المربون. تفاجأ الجزائريون بتسجيل ارتفاع معتبر في سعر الدجاج الذي وصل إلى 340 دج للكيلوغرام الواحد في بعض المناطق، بعد أن استقر في حدود 240 دج لليكلوغرام في شهر رمضان، واعتبر الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، في اتصال مع "الفجر"، أن هذا الارتفاع المحسوس في سعر اللحوم البيضاء راجع إلى جملة من العوامل وليس عاملا واحدا فقط، أولها زيادة الطلب على الدجاج في هذه الفترة التي تلي شهر رمضان مع محدودية العرض، كون مجمل المربين قد سوقوا دجاجهم بالكامل خلال الشهر الفضيل واستنفدوا مخزونهم، وبالتالي فإن تربية صيصان جديدة يتطلب مدة شهر ونصف لتكبر ويتم تسويقها، وبالتالي تتميز هذه الفترة من السنة بتراجع العرض في ظل تزايد الطلب، وأرجع بولنوار ارتفاع الطلب على اللحوم البيضاء في هذه الفترة من الصيف إلى المناسبات العائلية والأعراس، على غرار الاحتفال بنجاح الأبناء في شهادات الأطوار الثلاثة وتنظيم الولائم بمناسبة قدوم المعتمرين، فضلا عن عودة المطاعم التي كانت متوقفة في رمضان إلى النشاط، بالإضافة إلى إقبال الجزائريين على استهلاك الدجاج في فصل الصيف، ما يؤدي إلى ارتفاع سعره في ظل محدودية المنتوج. كما اعتبر بولنوار عدم إقبال المربين على تربية الدجاج بالقدر الكافي في هذه الفترة من السنة أحد العوامل التي تسهم في لهيب سعر لحمه، مشيرا أن 40 بالمائة من مربي الدواجن يعتمدون على الوسائل البدائية والتقليدية، وفي ظل انخفاض سعره في شهر رمضان إلى 200 دج للكيلوغرام، تخوف المربون من تكبد خسارة نتيجة استمرار انخفاض ثمنه إلى ما بعد رمضان، مما جعلهم يقلصون حصة الدجاج الذي يتم تربيته. وعن أسعاره المرتفعة، قال بولنوار أن متوسط سعر الكيلوغرام الواحد حاليا يتراوح بين 300 و320 دج، وقد يصل إلى 340 دج في بعض المناطق، بينما تراوح سعره لدى تجار الجملة ما بين 270دج و280 دج، أما عند المربين فيتراوح ما بين 220دج و240دج. كما عدد محدثنا عوامل أخرى لطالما أرّقت شعبة تربية الدواجن في الجزائر على غرار نقص اليد العاملة خاصة في فصل الحر وارتفاع تكاليف تربية الدجاج على غرار غلاء أسعار الغذاء والكراء وغيرها. ونفى محدثنا أن يكون ارتفاع أسعار الدجاج راجعا إلى المضاربة أو الاحتكار بدليل أنه وصل إلى ثمن 200 دج الذي يعد أدنى سعر في بداية شهر رمضان، مؤكدا أنه يستحيل المضاربة في ظل وفرة الإنتاج. من جهة أخرى، دعا رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين إلى ضرورة تشجيع إنتاج اللحوم والدواجن كون الإنتاج المحلي لا يغطي الطلب، إذ يبلغ مجمل ما يستهلكه الجزائريون من اللحوم البيضاء 300 ألف طن سنويا، وهي كامل الكمية المنتجة، بينما يفوق الطلب على المادة 400 ألف طن سنويا، ما يمثل عجزا بأزيد من 100 ألف طن سنويا في إنتاج الدجاج.