اجتمع قادة العرب إذن لأول مرة في نواقشوط عاصمة موريتانيا يومي 25 و26 جويلية 2016، ربما خجل بعض هؤلاء الحكام كونهم أو أسلافهم كانوا ضد انضمام موريتانيا للجامعة بدعوى أنها إقليم مغربي وليست دولة. موريتانيا مستعمرة فرنسية نالت استقلالها في 28 نوفمبر 1960 في سياق سلسلة تخلي فرنسا عن مستعمراتها الإفريقية حتى تتفرغ لمحاربة الثورة الجزائرية. ومباشرة بعد الاستقلال قدم رئيسها المختار ولد دادة طلب الانضمام للجامعة العربية على اعتبار أن البلد كما أوضح والتزم في رسالته عربي وأقحم في تسمية الجمهورية الجديدة عبارة "الإسلامية" تنكرا لفلسفة " الحزب التقدمي الموريتاني" الذي كان يقوده لما كانت السيادة الفرنسية، لكن هذا لم يشفع له. فقد رفضت الدول العشر التي كانت تتشكل منها الجامعة طلبه بالإجماع، هي مصر وسوريا ولبنان والأردن والسعودية والعراق (المؤسسة) بالإضافة إلى ليبيا والسودان وتونس والمغرب التي لحقت بالركب تباعا وفق تواريخ استقلالها. ثم راسل مرة أخرى وأخرى وأخرى لكن الطلب رفض في كل مرة. وانتظر العرب ثلاثة عشر عاما كاملة كي يعترفوا أخيرا في 26 نوفمبر 1973 بموريتانيا دولة ضمن جامعتهم.. العرب رفضوا طلب انضمام موريتانيا إلى أسرتهم على اعتبار أنها "كيان وهمي" ووقفوا مع مساعي إلحاقها بالمملكة. تصرفوا معها تماما كما تصرفوا مع الصحراء الغربية التي رفضوا طلب انضمامها بعدما خرج المستعمر الإسباني وإعلان الجمهورية الصحراوية التي لم تشفع لها عبارة "العربية" التي أقحمتها جبهة البوليزاريو في الاسم إقحاما لاستعطاف قادة مملكات وإمارات وأشباه جمهوريات العرب. وبصرف النظر عن نتائج القمة السابعة والعشرين، فإن مجرد انعقادها بموريتانيا يذكّر من يتذكر أن الجامعة مجموعة فارغة استوطن بها العبث.