كشف تقرير رفعته مديرية الصحة مؤخرا عن تراجع عدد الإصابات بالتسممات الغذائية إلى 11 حالة فقط، مصنفة كل اللحوم المفرومة والبيضاء، البيتزا السندويتشات، الحلويات والمرطبات، البطاطا المقلية في زيوت مستعملة لعدة مرات، ناهيك عن البيض المعرض لأشعة الشمس مباشرة، في قائمة أكثر المواد المتسببة في التسمم الغذائي، خاصة خلال هذه الفترة من فصل الصيف. أفصحت الأرقام التي خضعت لدراسة ورقابة مديرية الصحة لولاية الجزائر عن 11 حالة تسمم غذائي خلال السداسي الأول من سنة 2016، حيث تم تبليغ مديرية التجارة بالحالات المعنية لمتابعة المتسببين في ذلك، حسب رئيس فرقة قمع الغش ومراقبة التجارة، السيد دهار العياشي، الذي أكد أن التقرير الذي تلقته مصالحه سمح بكشف المتسببين في هذا التجاوز الخطير في حق المستهلك، حيث شرعت المديرية في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحرير محاضر رسمية للمتابعات القضائية في حق هؤلاء، مؤكدا أنه رغم أهمية الكشف عن التجار المهملين لشروط الحفظ والنظافة فإن ال11 حالة تعد قليلة مقارنة بما سبق، وبالنظر إلى عدد التجار الناشطين في الميدان وكذا عدد الساكنة. وأشار دهار في السياق ذاته إلى أن تقرير مديرية الصحة لولاية الجزائر رصد مجموعة من مسببات التسمم الغذائي، وعلى رأسها اللحوم المفرومة، البيتزا، السندويتشات، اللحوم البيضاء، الحلويات والمرطبات، البطاطا المقلية في زيوت مستعملة لعدة مرات، ناهيك عن البيض المعرض لأشعة الشمس مباشرة، ولم يخف ممثل مديرية التجارة التخوف الكبير من إصابات التسمم الغذائي على مستوى الولائم والأعراس في البيوت وقاعات الحفلات، خاصة في فترة العطل، حيث تتمسك الأسر بمواعيد أفراحها في الصيف، وحذر القائمين على هذه المناسبات العائلية من إهمال كيفية حفظ اللحوم الحمراء منها والبيضاء، خاصة وأن غالبية البيوت لا تملك ما يكفي من الثلاجات لحفظ مقتنياتها. كما تغفل الأسر. يضيف دهار. شروط نظافة المكلفين بالطبخ وعدم التحقق من سلامتهم من أي مرض معد قد يتنقل عن طريق اللمس/ واعترف رئيس فرقة الرقابة في سياق ذي صلة أن مصالحه "لا تستطيع مراقبة قاعات الأعراس لأنها فضاءات عائلية مغلقة، لكن يمكن ذلك في حال تكليف صاحب القاعة بالتحضير للوليمة من شراء المواد الغذائية إلى تحضيرها. ورغم انتشار 13 مفتشية تابعة لمديرية التجارة على مستوى كل دائرة إدارية يبقى المواطن، حسب ذات المصدر، بعيدا عن ثقافة الإبلاغ بالتجاوزات سواء في حقه أو في حق غيره إذا ما لاحظ أمرا يخالف شروط الاستهلاك الصحي المتعارف عليها. أرقام جمعية حماية المستهلك تكشف الواقع المستور تنبأ مصطفى زبدي، رئيس الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده، بكارثة صحية حقيقية خلال هذه الصائفة، وذلك بعد أن تم تسجيل أكثر من 360 حالة تسمم في ظرف يومين فقط عند بداية الموسم، ما دفع الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك لدق ناقوس الخطر، من أجل تحرك أعوان الرقابة التابعين لوزارة التجارة لتفادي وقوع الكارثة، حيث عبر رئيس الجمعية عن قلقه من هذه المعطيات الخطيرة والتي تبقى غير رسمية، ومع بداية موسم الحر، وفي الأيام الأولى منه، كانت الأرقام مقلقة ومحيرة،، تلك التي تتعلق بحالات التسمم الغذائي عبر ولايات الوطن. وفي الوقت الذي تسعى جمعية حماية المستهلك للحد من انتشار هذه الظاهرة عن طريق الحملات التحسيسية، يؤكد أعضاؤها أن الحملات التحسيسية وحدها لا تكفي لتدارك هذا الأمر الخطير، في ظل تقاعس المعنيين بمراقبة وحماية الصحة، حيث عبر مصطفى زبدي عن قلقه من هذا الوضع الخطير، قائلا أنه من غير المنطقي وغير المعقول أن يتسبب تسمم غدائي بهذه الكوارث الصحية، في ظل غياب أرقام رسمية. وفي السياق ذاته، اعتبر محدثنا أن عمل الجمعية تكميلي، حيث شدد أنه وطيلة سنوات عمله في هذا المجال أكد مرارا أن الإجراءات الردعية والرقابة الصارمة من طرف مصالح وزارة التجارة هي وحدها من تستطيع وضع حد للكارثة قبل وقوعها.