أصدر مكتب أفيغدور ليبرمان، وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، بيانا اعتذر فيه على التصريحات بشأن الهجوم اللاذع الذي شنه على الولاياتالمتحدةالأمريكية، الجمعة الماضي، والذي شبه فيه الاتفاق بين طهران والقوى العظمى بشأن الملف النووي الإيراني باتفاق ميونخ مع هتلر. وجاء في البيان: "تواصل وزارة الأمن والأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعاونها الوطيد والكامل مع الولاياتالمتحدة، مع التقدير الكامل والاحترام المتبادل"، وأعرب البيان عن قلق تل أبيب من استمرار القيادة الإيرانية في تصريحاتها المعادية إسرائيل، حتى بعد الاتفاق النووي، ولا زالت تهدد قيام إسرائيل قولًا عملاَ". وتتهم تل أبيب طهران بالسعي ل"تطوير ترسانة صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، دعم الإرهاب ضد أهداف يهوديّة وإسرائيلية في العالم، بالإضافة إلى حملات تحريضيّة إعلامية لا سامية عن طريق مسابقات كاريكاتوريّة لإنكار المحرقة". وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد أصدرت، يوم الجمعة، بيانًا شديد اللهجة، انتقدت فيه تصريحات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التي قال فيها إنّ "الجيش والاستخبارات الإسرائيليّة، يعترفان بأنّ إيران ليست لديها إمكانات التسلح النووي"، في إشارة إلى نجاعة الاتّفاق الذي أبرمته طهران، مع مجموعة القوى العظمى (5+1). وقال أوباما في مؤتمر صحفي عقده في البنتاغون، يوم الخميس: "إن الاتفاق مع طهران يسير بالضبط كما أريد له في السابق، وإنه لم يتحقق أي من قصص الرعب والترويع التي نسجت حوله". وأضاف: "هذا ليس فقط تقييم أجهزة الاستخبارات لدينا، لكنه أيضاً تقييم الجهات العسكرية والاستخبارية في إسرائيل، أكبر المعارضين لهذا الاتفاق، والذي يعترف بأن هذا قد غير المعطيات، وبأن إيران احترمت الاتفاق". ورفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية تصريحات أوباما، وقارنت الاتفاق مع طهران بالاتفاق الموقع مع النازيين في ميونيخ عام 1938، الذي شكل رمزاً لاستسلام القوى العظمى. واعتبرت الصحف العبرية الصادرة أمس خطوة ليبرمان المعروف بعنصريته ومواقفه المتصلبة تراجعا غير مألوف، بعد أقلّ من 72 ساعة على رسالته التهكمية على أوباما. وقالت "هآرتس " إنّ الهدف من بيان يوم الجمعة، لم يكن مهاجمة السّياسة الأميركيّة، أو توجيه انتقاد سياسة نتنياهو، وإنّما نزاع دفين بين ليبرمان وبين قيادات في جيش الاحتلال، وفي مقدمتهم، قائد الاركان، غادي آيزنكوت. وبين هذا وذاك لم يصدر أي رد رسمي عن الإدارة الأمريكية، التي تعد أكبر داعم لتل أبيب، رغم تنصل مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام سفير واشنطن في تل أبيب، دان شابيرو، من البيان ليبرمان، وتحدثت أخبار عن اتصال مستشار نتنياهو بالسفير الأميركي وابلاغه أن البيان صدر دون علم رئيس الحكومة.