حذّرت تركيا رسمياً الولاياتالمتحدة من العواقب التي ستترتب عن رفض الإدارة الأمريكية تسليم فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالإرهاب وبنسج وترتيب الانقلاب الفاشل في 15 جويلية الماضي، معتبرةً أن رفض ترحيل غولن يعني التضحية بالعلاقات بين البلدين. وقال وزير العدل التركي، بكير بوزداغ، يوم أمس، أنه إذا رفضت الولاياتالمتحدة "تسليم غولن، فإن ذلك سيعني أنها تُضحي بالعلاقات الثنائية بسبب هذا الإرهابي". مشيرا إلى أن "الولاياتالمتحدة دولة كبيرة، وستتصرف في النهاية وفق متطلبات ذلك"، معربا عن أعتقاده أنها "ستعيد فتح الله غولن إلى تركيا". ونقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية عن الوزير بوزداغ، إن فتح الله غولن فقد صفته كأداة بالنسبة للولايات المتحدة وغيرها من الدول، وأن "الأتراك يشعرون بالعداء المتزايد للولايات المتحدة، بسبب هذا الخلاف بين البلدين المتحالفين ضمن حلف الناتو". مضيفا: "على الولاياتالمتحدة العمل على الحيلولة دون تنامي هذا العداء، وتحوله إلى حقد عليها". وأكد الوزير التركي أن الجميع يُدرك أن المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا نُفذت بأوامر من فتح الله غولن، مشددا على أن الإدارة الأمريكية، ووكالة استخباراتها، وأوروبا تعلم بذلك. ولفت بوزداغ إلى أنهم تقدموا بطلب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص تسليم فتح الله غولن إلى تركيا، مبيناً أن طلب التسليم تضمن أربعة ملفات مختلفة، ومئات الملفات، أرسلت إلكترونياً وبالمراسلات الرسمية أيضاً. وتأتي تصريحات الوزير التركي بعد تصريحات سابقة أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اعتبر فيها أن رفض واشنطن تسليم غولن سيكون له "عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين". وعرفت العلاقات التركية الأمريكية توترا إثر محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث اتهم وزير تركي الولاياتالمتحدة بالضلوع فيها، فيما اتهم قائد سابق لهيئة الأركان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) بتدبير العملية. وتوقفت العمليات الجوية في قاعدة أنجرليك الجوية التي تؤوي قوات وطائرات أمريكية والتي تعتبر منطلقا في تنفيذ هجمات على مقاتلي داعش في العراق وسورية. لكن واشنطن نفت هذه التهم.