أحيت قضية اختطاف نهال الأخير العديد من قضايا اختطاف الأطفال المنسية، لاسيما في المناطق المهجورة والنائية، حيث لا تزال عائلة حيرش قدور بقرية تيفران ببلدية سفيان، دائرة نڤاوس، جنوب غربي ولاية باتنة، تعيش على حلم لقاء ابنها حليم المفقود منذ سبتمبر من سنة 2009، حينما كان في الخامسة، ليبقى اختطافه لغزا لم يتم فك خيوطه إلى غاية اليوم، ما جعل عائلته تعيش ألم الفراق أملا في عودته إليهم حيا أو ميتا، حيث خلّف فقدان هذا الأخير الذي يأتي في المرتبة الرابعة في ترتيب أولاده فراغا رهيبا، خاصة أن هاته العائلة تعيش حياة صعبة كون الأب البالغ من العمر 48 سنة بدون عمل ولا تأمين اجتماعي، وهو الذي يعيل عائلته المكونة من زوجة وأربعة أولاد. وفي السياق، تطالب عائلة حيرش السلطات بالبحث عن ابنها حليم المختطف من الحضانة آنذاك وفك لغز اختطافه، وهو ما جاء على لسان والد حليم أنه ومنذ اختطاف ابنه تعيش قرية تيفران وقع الحادثة، رغم مرور قرابة ثماني سنوات، مؤكدا بأن تلك الحادثة زرعت الرعب في نفوس سكان القرية تاركة ألما فظيعا في قلوب جميع سكان المنطقة، بالإضافة إلى كون الظروف المادية لهاته العائلة صعبة ولا يمكنها البحث عنه. من جهته، كشف عم حليم عن وجود غموض في القضية خاصة وأنه لم يتم العثور عليه ومصيره مجهول، مطالبا بضرورة فتح تحقيق حول سر اختفائه الغامض، رغم جهود مصالح الدرك الوطني والأمن في عملية البحث وتمشيط الغابات والوديان وغيرها من الأماكن المحتمل العثور عليه فيها، خاصة وأن سنه لم يتجاوز الخمس سنوات. من جهة أخرى، لم تدم فرحة حليم بدخوله الحضانة كثيرا، حيث تم اختطافه في اليوم الأول، وحسب ذات المتحدث فإن أم حليم تعيش ويلات الحزن والفراق، آملة في العثور على فلذة كبدها مجددا علما أنها لم تيأس من وجوده مرة أخرى، قائلة: "أشعر أن ابني لايزال على قيد الحياة"، لتبقى صرخة عائلة حيرش في آذان كل مواطن جزائري على أمل استعادة ابنها إلى حضنها قريبا ميتا أو حيا لتطمئن النفوس وتبرد جمرة الاشتياق ولهيب الألم.