علمت "الفجر" من مصادر طبية عن تسجيل ارتفاع كبير لعدد الأشخاص الذين يعانون من أعراض التسمم بالمستشفيات والذين باتت تستقبلهم مختلف المصالح الطبية للاستعجالات بعد تنامي خطير للظاهرة. الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر في ظل غياب المراقبة الصارمة من قبل الجهات الأمنية المختصة بعدما أخلت مصالح الجودة وقمع الغش بوزارة التجارة مسؤولياتها من مراقبة الأسواق الفوضوية والباعة الغير شرعيين لعدم حيازتهم على سجلات تجارية وغير معتمدين قانونيا في أي هيئة نظامية أو اجتماعية من مصالح الضمان الاجتماعي لغير الأجراء. في وقت توجه بعض الهيئات أصابع الاتهام إلى مصالح الأمن في محاربة التجارة الفوضوية وإلى الجماعات المحلية من البلديات خاصة أن الفيدرالية الوطنية لجمعيات حماية المستهلك وعلى لسان رئيسها حريز زكي في اتصال ب "الفجر " يؤكد أن نسبة أزيد من 40 بالمائة من المواد الغذائية المشكوك فيها تروج لدى الباعة الغير الشرعيين والأسواق الموازية. من جهته أكد رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات حماية المستهلك حريز زكي أمس ل"الفجر " أن الأرقام التي تسجلها المصالح الاستشفائية والخاصة بالتسممات لا تعكس حقيقة الحالات المصابة به، لأن الأرقام أكبر بكثير. مشيرا أن مصالحه تعمل على الاقتراب أكثر من المستهلك وجعله الحلقة الأهم في معادلة الاستهلاك، من خلال تبسيط القواعد التي تضمنها المنشورات للوصول إلى التأسيس لثقافة استهلاكية سليمة للوقاية من التسممات الغذائية، حيث تم توزيع أزيد من 4 آلاف مطوية لتحذير المصطافين من خطورة تناول الوجبات الخفيفة. في ذات الصدد ذكر مصدر مسؤول بمصلحة التسممات بمستشفى أول نوفمبر 1954 بايسطو بوهران عن استقبال في ظرف شهر جويلية الفارط 188 حالة تسمم غذائي و15 حالة أخرى في شهر أوت، ناجمة عن تناول مواد غذائية فاسدة ومنتهية الصلاحية، والتي تباع على الأرصفة وفوق الطاولات بالهواء الطلق دون مراعاة أصحابها من الباعة مقاييس التبريد وشروط النظافة، خاصة ونحن في موسم الصيف والحرارة مرتفعة والمواطنين يلهثون يوميا وراء الوجبات الخفيفة، من حليب ومشتقاته وأجبان وكذا الكاشير وبعض المشروبات والبيض الطازج وغيرها، حيث بمجرد تناول هاته المواد يشعر الشخص بآلام شديدة في البطن مصحوبة بقيء وحمى. وغثيان وآلام في المعدة مصحوبة بإسهال. كما يتم يوميا استقبال 12 حالة تسمم غذائي في صفوف الأطفال، وذلك نتيجة تناولهم مواد غذائية غالبا ما يتم عرضها في أشعة الشمس فوق الطاولات عند بعض الباعة، والتي تسيل لعاب الكثير من الأشخاص بسبب بيعها بأثمان رخيسة تستوي المستهلك. من جهتها أطلقت الفيدرالية الوطنية لجمعيات حماية المستهلك بالعديد من الولايات الساحلية ومنها ولاية وهران مع بداية موسم الصيف حملة تحسيسية لمواطنين لتحذرهم من خلالها من شراء مواد استهلاكية خارج المحلات التجارية وبعيدا عن وسائل التبريد خاصة ونحن في فصل الصيف للحفاظ على صحة المواطن من التسممات، يأتي ذلك بعد الانتشار الواسع للباعة الفوضويين من أصحاب الطاولات الذين يعرضون مختلف المنتوجات والفواكه والمواد الغدائية خاصة الحليب ومشتقاته من كاشير وجبن وحلويات وشكولاطة ومشروبات غازية وغيرها أمام أشعة الشمس الحارقة على قارعة الطرقات بالإضافة إلى بيع مادة الخبز في أماكن غير صحية وبمحادات المزابل وقنوات الصرف الصحي. وهو ما زاد من حالات التسممات والتي أصبحت تستقبلها مصلحة الاستعجالات بالمستشفيات الطبية عبر مختلف ولايات الوطن وغالبا ما تكون وراء حدوث حالات وفيات كما حدث الموسم الفارط بعدما أحصت مصالح الجودة بوزارة التجارة هلاك 11 شخصا بسبب التسمم الغذائي و5500 حالة تسمم.