يعد فصل الصيف في مثل هذه الأوقات، الفترة الخصبة لارتفاع معدل الإصابة بالتسممات الغذائية، وإذا كانت التسممات الناتجة عن استهلاك مواد غذائية منتهية الصلاحية خطيرة، فإن مخاطر التسممات التي تحدث في الأعراس والحفلات العائلية أكبر، حيث تتنوع الأطباق التي لا تراعى فيها شروط الصحة والنظافة والحفظ والتبريد خلال عملية تحضيرها وتوزيعها أو نتيجة استعمال مواد غذائية منتهية صلاحية الاستهلاك سيما الوجبات التي تحتوي على الحلويات والمرطبات واللحوم الحمراء والبيضاء، علاوة عن الحليب ومشتقاته التي تعد المتسبّب الأول فيها. أوضح سمير القصورى، نائب رئيس جمعية حماية المستهلك، أمس، في اتصال هاتفي مع السياسي أن هذه الأخيرة تلقت منذ بداية الصيف العديد من الشكاوى المتعلقة بالتسممات الغذائية، مشيرا إلى أن الإحصائيات المسجلة بخصوص نسبة الإصابة بالتسمم خلال الفترة الممتدة من جوان إلى شهر أوت الجاري ليس دقيقة، مرجعا ذلك إلى عدم التصريح والإبلاغ عن الحالات المسجلة سواء من ناحية المتضرر أو من ناحية بعض الأطباء الأخصائيين، موضحا أن المستهلك، عند إصابته بتسمم غذائي، لا يتوجه إلى المستشفى ما يحول دون تسجيل حالته، حيث يفضّل الذهاب إلى الصيديلي ليصف له دواء، ويقوم هذا الأخيرة بمنح علاج دون تشخيص حالته وهو ما تندد به جمعية حماية المستهلك، مطالبة الصيادلة بعدم بيع أي دواء خاص بعلاج الإسهال أو مغص في المعدة دون وصفة طبية. وأضاف سمير القصوري، أن 95 بالمائة من المستشفيات تقوم بالإبلاغ عن عدد حالات التسممات الغذائية التي تم استقبالها على مستواها، إلا أن بعض الأطباء الأخصائيين في عياداتهم يقومون بمعالجة المريض دون إبلاغ المصالح المعنية بوجود حالات تسمم، مشيرا إلى أن نسبة حالات التسمم المسجلة على مستوى المستشفيات ووزارة التجارة لا تعكس الرقم الحقيقي في الواقع. من جهة أخرى، أرجع القصوري، أسباب الإصابة بالتسممات الغذائية إلى المنتج الذي يعمل على بيع المنتوجات للتجار والباعة دون الضغط على شروط النقل، موضحا أن أغلب شاحنات نقل المواد الغذائية باختلافها لا تحتوي على تبريد، إلى جانب عدم امتلاك التاجر لثقافة الحفظ والتبريد وتفقد المنتوجات منتهية الصلاحية، بالإضافة إلى الأسواق الفوضوية والباعة الذين يعرضون سلعهم على الأرصفة والطرقات عرضة لأشعة الشمس ما يساهم في ارتفاع نسبة التسمم الغذائي، انقطاع التيار الكهربائي ببعض المناطق مع عدم أخذ التاجر لاحتياطاته، في حين يعمل بعض التجار على قطع الكهرباء عن الثلاجات في الليل ما يؤدي إلى تلف السلع. في سياق ذي صلة، طالبت جمعية حماية المستهلك وزارة التجارة قبل منح السجل التجاري لفتح محلات بيع مواد غذائية بإخضاع صاحب الطلب إلى تكوين يتعرف من خلاله على كل ما يتعلق بشروط الحفظ والنظافة وغيرها، مشيرا إلى أن معظم التجار لا يملكون ثقافة البيع ما يعرض المستهلك للخطر.