تصارع عدة أحياء ببلديات الجهة الغربية من العاصمة أزمة عطش كبيرة نتجت عن مشكل انقطاع المياه بشكل يومي، بالرغم من تطمينات مديرية الري بتوفيرها طيلة هذه الصائفة، غير أن الواقع عكس الوعود المقطوعة من طرف المسئولين، على غرار ما يعيشه قاطنو حي ” 162 مسكن” ببوشاوي 3 بالشراڤة، متسائلين عما ألت إليه المشاريع المعلن عنها سابقا، والتي وعدت الولاية بتطبيقها لحل أزمة العطش بغرب العاصمة من خلال توفير أبار جديدة. عادت أزمة ”جاء الماء نوض تعمر” تطرح نفسها وبشدة بعدة أحياء من بلديات غرب الجزائر العاصمة، بعد أن أكد سكانها ل”الفجر” أن المياه الشروب لم تزر حنفياتهم إلا ساعتين طيلة هذه الفترة، ما زاد من معاناتهم خاصة وأننا في فصل الصيف، حيث يزيد الطلب على هذه المادة الحيوية، إذ رمت بهم هذه المشكلة إلى أحضان الصهاريج التي يشترونها مع جهل مصدرها والخوف يصاحبهم من خطر إصابتهم بالأوبئة والأمراض نتيجة شرب واستعمال تلك المياه في الطبخ والاغتسال، ناهيك عن نقلها بمصاريف إضافية لطول المسافات، بينما اشتكى أخرون ممن لجأوا لاقتناء المياه المعدنية من انهيار قدرتهم الشرائية، بعد أن طالت بهم الانقطاعات وارتفعت درجات الحرارة خلال الأيام الأخيرة. وأرجع هؤلاء مشكل انقطاع المياه عن حنفياتهم لسنوات مضت، حيث كانت تأتيهم بصفة متقطعة وأثناء الفترة الليلية وهو ما عاشوه منذ فترة خلال شهر رمضان، غير أن فرحتهم لم تدم طويلا، وكانت تتدخل أحيانا مؤسسة الجزائرية للمياه ”سيال” لحل المشكل بتوفير صهاريج المياه لسد حاجياتهم اليومية، غير أن هذه المرة لم تبال بالمشكل -على حد تعبيرهم- بالرغم من استمراريته، دون أن تتدخل الجهات المعنية لحل المشكل بصفة مستعجلة، خاصة أن الأمر يتعلق بمادة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها سواء في الصيف أو باقي فصول السنة. وما زاد من قلق المشتكين هو توفر الماء بالبنايات القريبة -في إشارة إلى أصحاب الفيلات- بينما حنفياتهم تعرف جفافا منذ أكثر من أسبوع، مؤكدين أن الماء وإن وجد في الحنفيات فإنه لا يكفي حاجتهم، بسبب ضعف تدفقه، خاصة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ما يحرم جل العائلات من هذه المادة الاستراتيجية، التي لا تصل في أغلب الأحيان إلا للطابق الأول وبكميات قليلة جدا، مطالبين السلطات الوصية بالرفع من نسبة تدفق المياه الشروب. وكان مدير الري لولاية الجزائر، إسماعيل عميروش، قد أكد في تصريحاته للصحافة في الكثير من المناسبات أن العاصمة في هذه الصائفة لن تعرف مشكلا في التزود بالمياه الشروب، مطمئنا بذلك سكان العديد من البلديات أن توزيع المياه سيكون عاديا، حتى بالنسبة للبلديات التي كانت تعاني من هذا المشكل بحدة في السنوات الماضية، بالنظر إلى أهمية هذه المادة الحيوية خاصة خلال فترة الصيف، التي تزيد فيها نسبة الاستهلاك اليومي للعائلات، وأنه سوف لن يكون هناك انقطاع في التزود بالماء إذا لم تحدث أعطاب فجائية، وهو عكس ما تعيشه عديد العائلات بينها سكان حي 162مسكنا ببوشاوي3، وأحياء أخرى على غرار عدل دويرة وكذا بلدية السويدانية ومعالمة. كما تساءل هؤلاء المتضررين من الانقطاع الدائم للمياه عن مخطط الولاية لحفر المزيد من الآبار بالجهة الغربية للعاصمة كما كانت قد خططت مسبقا لحل أزمة العطش التي يعيشها هؤلاء ولكن دون جديد يذكر، لتستمر أزمتهم بالرغم من الوعود التي قطعها مسؤولي القطاع لسكان العاصمة عموما والجهة الغربية منها خصوصا.