عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، جلسة طارئة حول الأوضاع في سوريا. وأعلن مكتب رئيس مجلس الأمن الدولي السفير فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدي الأممالمتحدة، والذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الحالي، أن المجلس سيعقد جلسة مشاورات مغلقة الساعة العاشرة (صباح أمس) حول سورية. وذكرت ”تاس” الروسية، أن موسكو توجهت إلى مجلس الأمن الدولي بطلب عقد اجتماع طارئ لبحث سحب المقاتلين من حلب (شمال سوريا). وأوضحت الوكالة، أن الجلسة الطارئة التي دعت إليها روسيا ستُخصّص لبحث مبادرة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بسحب مسلحي ”فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة مؤخراً)، من شرق حلب. وذكرت مصادر دبلوماسية للصحفيين، بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، أن دي ميستورا، سيقدم إفادة لأعضاء المجلس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، من جنيف، حول الحصار والقصف الذي تتعرض له حلب منذ أكثر من شهر. ويأتي انعقاد الجلسة على خلفية إعلان وزارة الخارجية الأميركية، استمرار المناقشات الداخلية داخل الإدارة الأميركية بشأن الخيارات غير الدبلوماسية من أجل إنهاء الأزمة السورية، متجاهلة في ذلك تحذيرات المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أن أية ضربات صاروخية أو جوية تستهدف مواقع سيطرة القوات الحكومية السورية يشكل خطرا مباشرا على العسكريين الروس. وقال كوناشينكوف في تصريح له مؤخرا ”إنه يجب على واشنطن أن تفهم أن الدفاعات الجوية الروسية لن يكون لديها وقت لمعرفة البرنامج المحدد للصواريخ ومن مطلقها”. وأضاف أن المساحة التي تستطيع أنظمة الدفاع الجوي الروسية الموجودة في سوريا، ”إس-300” و”إس-400”، تغطيتها تشمل القاعدتين الروسيتين في حميميم وفي طرطوس، وقد تكون مفاجئة لأي جسم مجهول الهوية. وكانت واشنطن قد أعلنت، الإثنين الماضي، تعليق المشاركة في المباحثات الثنائية مع موسكو، المتعلقة بالصراع في سورية ؛ احتجاجًا على استمرار القصف على مدينة حلب. وفي السياق اعتبر وزير الإعلام السوري، رامز ترجمان، في مقابلة مع وكالة ”سبوتنيك”، أن المعارك في حلب نقطة فاصلة في الصراع الدائر في سوريا. وأوضح ترجمان أن تمكن الجيش السوري من استعادة حلب سيؤدي إلى انهيار الجماعات المسلحة، وسيكون بمثابة عامل ضغط للبدء بالعملية السياسية في البلاد. وأضاف ترجمان: ”حلب مفصل مهم في تاريخ هذه الأزمة السورية وسوف تكون نقطة تحول في هذه الفترة وتحرير حلب سيؤدي إلى انهيار سريع للعصابات الإرهابية والضغط في الدخول بالمسار السياسي”. وكان الطرفان (واشنطنوموسكو) قد توصلا في 9 سبتمبر الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده 7 أيام يبدأ التنسيق التام بين الولاياتالمتحدةوروسيا في قتال تنظيم ”داعش” و”جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقًا)، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة. وبدأ سريان الهدنة في 12 أيلول، قبل أن يعلن النظام السوري انتهاء العمل بها في ال19 من الشهر ذاته، ومنذ ذلك الحين تشنّ قواته ومقاتلات روسية هجمات جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة؛ تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.