وصف، أمس، تقرير لمنظمة ”أوبك” نتائج اجتماع دول المنظمة الذي شاركت فيه الجزائر مع المنتجين من خارجها في إسطنبول، بالناجحة والمثمرة التي تمهد نحو استعادة الاستقرار في الأسواق. وأوضح التقرير أن الاجتماعات شهدت اتصالات مكثفة مع كل من وزراء الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة، والفنزويلي ديل بينو أولوخيو، والروسي ألكسندر نوفاك، كما التقى باركيندو بشكل منفصل مع الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادور، حيث تم تبادل الرؤى حول مستقبل صناعة الطاقة في العالم. كما عقد رئيس مؤتمر ”أوبك” ووزير الطاقة القطري، محمد السادة، والأمين العام للمنظمة، محمد باركيندو، سلسلة من الاجتماعات غير الرسمية مع وزراء النفط والطاقة في المنظمة وخارجها على هامش المؤتمر الدولي للطاقة في دورته 23 في إسطنبول. وأشار التقرير إلى أن الاجتماعات التشاورية غير الرسمية التي عقدت في إسطنبول، ركز فيها المسؤولون على مناقشة الوضع في السوق البترولية الدولية وإمكانية اتخاذ مزيد من الإجراءات من أجل المساعدة على تحقيق الاستقرار فيه. وأضاف التقرير أن اجتماعات إسطنبول مثلت نوعا من المتابعة الجيدة واللاحقة للاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه ”أوبك” في الجزائر يوم 28 سبتمبر الماضي، حيث قررت الدول الأعضاء ال 14 خفض إنتاجها الكلي لدعم استقرار السوق وجعلها أكثر تنظيما. ونوه التقرير إلى أن خفض الإنتاج الذي توصلت إليه ”أوبك” في اجتماعها غير العادي في الجزائر يسعى من أجل تسريع التغلب على العبء الكبير الموجود فيما يتعلق بمخزونات النفط وضرورة العمل لتحقيق إعادة التوازن في السوق ودفعه إلى الأمام. وشدد التقرير على أن اجتماع ”أوبك” في فيينا الشهر المقبل سيكون فرصة جيدة لدراسة هذه الخطوة وإقرارها بشكل دقيق ومتوازن، يحقق مصالح الصناعة ويدعم الاستقرار في الأسواق. وكان المؤتمر العالمي للطاقة، الذي اختتم أعماله في إسطنبول، أمس، بعد خمسة أيام من المناقشات المستفيضة بين كل قيادات قطاع الطاقة في مختلف دول العالم، قد جمع أكثر من عشرة آلاف مشارك منهم رؤساء دول وكبار الشخصيات من العاملين في مجالات الطاقة والصناعة والحكومة، والمنظمات الدولية، وكذلك الجامعات ووسائل الإعلام. وفي هذا الإطار، أكد محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول ”أوبك”، أن هناك توافقا واسع النطاق بين الدول المستهلكة والمنتجة للنفط، وأن الوضع في سوق النفط يحتاج إلى تحسن مستمر، مشيرا إلى أن الأجواء حاليا بين منتجي النفط بشكل خاص قد تغيرت للأفضل وهناك إجماع عالمي على ضرورة تطوير التعاون والبناء التدريجي على ما تم إنجازه. وأضاف باركيندو أن اجتماع الجزائر أثبت للعالم أن ”أوبك” لا تزال لديها العزيمة وما زالت قادرة على قيادة السوق، وهي تسعى لتحقيق مصلحة السوق وخدمة المنتجين والمستهلكين وليست فقط تمثل مصالح الدول الأعضاء في المنظمة. وأوضح باركيندو أن قرار مؤتمر الجزائر بخفض الإنتاج يحتاج إلى مساندة ومشاركة من كل الأصدقاء والشركاء المنتجين من خارج ”أوبك”، من أجل إنجاح هذه المبادرة والبناء عليها لتحقيق استقرار السوق ودعم نمو الاقتصاد الدولي.