بدأت أمس، المشاورات بين دول منظمة "أوبك" ومنتجي النّفط الآخرين على رأسهم روسيا، في انتظار الاجتماع الذي سيعقد غدا الأربعاء، بحثا عن اتفاق لانضمام روسيا إلى اتفاق الجزائر الذي ينص على تسقيف الإنتاج. وأبدت تصريحات القادة والوزراء أمس، خلال مؤتمر الطاقة العالمي الذي تحتضنه اسطنبول التركية، وجود ليونة في المواقف ما يؤشر على إمكانية التوصل إلى إجماع حول كبح العرض بين الأطراف المعنية. وصرح وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، الذي يمثل الجزائر في المؤتمر، إنه يتوقع الحصول على تعهدات من منتجي النّفط خارج منظمة البلدان المصدرة للنّفط (أوبك) بخصوص خفض الإمدادات. بوطرفة الذي أوضح أن الاجتماعات بين المنتجين عبارة عن "مشاورات" تسبق اجتماع المنظمة في فيينا شهر نوفمبر المقبل، رد على سؤال وكالة "رويترز للأنباء" لدى سؤاله عما إن كان يتوقع تعهدا قويا من المنتجين المستقلين خلال مؤتمر الطاقة العالمي في اسطنبول هذا الأسبوع قائلا "ولم لا؟". وأكدت تصريحات أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، جو التفاؤل بخصوص إمكانية انضمام روسيا لاتفاق الجزائر المتعلق بتسقيف إنتاج منظمة "أوبك"، حيث أكد إن بلاده مستعدة لمشاركة أعضاء (أوبك) في التثبيت المقترح لإنتاج النّفط. وقال بوتين، خلال مؤتمر الطاقة العالمي، إنه يأمل بأن تؤكد الدول الأعضاء في (أوبك) قرار تحديد حصص للإنتاج عندما تعقد اجتماعها في نوفمبر. من جانبه قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إن أسعار النّفط العالمية يجب أن تكون أكثر عدلا وواقعية لتشجيع الاستثمار، وإنه ينبغي لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول التوصل لاتفاق من أجل تحقيق الاستقرار للأسعار. وذكر مادورو، أنه يأمل في التوصل لاتفاق خلال اجتماع لوزراء الطاقة يوم الأربعاء، وأن فنزويلا مستعدة للمشاركة في أي تحالف بين المنتجين. وأعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، من جهته أن بلاده تفضّل إتباع نهج متوازن في عملية التفاوض بين دول "أوبك" حول حجم إنتاج النّفط. الفالح الذي توقع أن تصل أسعار النّفط إلى 60 دولارا نهاية 2016، قال على هامش مشاركته في منتدى الطاقة العالمي "نحن لا نريد أن تكون هناك تغييرات صادمة في أسعار النّفط"، مضيفا "يجب تحديد المعايير وتحليل المعلومات اللازمة مع الأخذ بعين الاعتبار كبار المنتجين مثل أمريكا الشمالية والصين والمكسيك، وليس فقط دول المنظمة (أوبك).. وعلينا أن نرسم صورة واقعية.. ونحن نريد إتباع نهج متوازن مع النّظر إلى الظروف التي تمر بها بعض دول المنظمة على سبيل المثال الأحداث السلبية في ليبيا، ونيجيريا". وكشف الفالح عن لقاء سيجمعه بوزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قائلا: "سألتقي بزميلي الوزير نوفاك، هنا في اسطنبول، خلال اليومين المقبلين، وسوف نناقش اتفاق الجزائر وآلية تخفيض إنتاج النّفط، وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا". وأكد إن الوقت حان لعمل شيء مختلف عن 2014 "لأن قوى السوق تغيرت منذ ذلك الحين"، وإنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق كامل بشأن إنتاج (أوبك) بحلول نوفمبر. أما محمد باركيندو، الأمين العام ل(أوبك) فقال إن انكماشا حادا في الاستثمارات يهدد المعروض النّفطي العالمي، موضحا أنه من المتوقع انكماش الاستثمارات النّفطية بنسبة 22 بالمائة هذا العام وأن العام القادم يبدو قاتما. أما بخصوص الاجتماع بين المنتجين من داخل وخارج (أوبك) فإن الأمين العام للمنظمة توقع التوصل إلى تفاهم مشترك مع الدول غير الأعضاء خلال اجتماع اسطنبول. وقال في تصريحات صحفية "تغيّرت الأجواء بشكل إيجابي (مع الدول غير الأعضاء)"، مضيفا أن هؤلاء المنتجين يدعمون "جميعا" التوصل إلى اتفاق. وعاودت أسعار النّفط أمس، ارتفاعها مسجلة رقما جديدا، إذ وصل سعر برميل البرنت إلى 53.23 دولارا في آخر التعاملات وهو انتعاش أرجعه ملاحظون إلى التصريحات الايجابية التي طبعت مؤتمر اسطنبول.