بعد مرور ثلاثة أسابيع عن اجتماع الجزائر، لم تتوصل الدول المصدرة للبترول إلى تحديد الشهر الذي اتفق على تجميد الإنتاج عنده، في ظل تحركات روسية وإيرانية تبرز ضغطهما على منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك”، لاسيما بعد إعلان الرئيس الإيراني أن بلاده بحاجة الى استعادة حصتها في سوق النفط العالمية والتي خسرتها خلال السنوات. أعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أمس، أن بلاده سوف تبحث مع منظمة أوبك، الشهر الذي من الممكن تجميد إنتاج النفط عند مستواه. وقال الوزير الروسي، في حديث لقناة ”روسيا 24”: ”فيما يتعلق بشهر محدد الذي يمكن تجميد إنتاج النفط عند مستواه، سنتناقش مع دول أوبك”. ومن جهة أخرى، اعتبر نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري أن بلاده بحاجة لاستعادة حصتها في سوق النفط العالمية والتي خسرتها خلال السنوات التي كانت تخضع فيها لعقوبات دولية، وذلك لاستخدام عائدات النفط من العملة الصعبة في تنمية البلاد. وقال جهانغيري خلال مؤتمر حول قطاع النفط: ”ترون كيف أن بعض الجيران حققوا تقدما في السنوات الأخيرة، فعلى سبيل المثال تمكن العراق من الوصول بالإنتاج إلى ما يربو عن أربعة ملايين برميل يوميا… لا ينبغي أن نترك البلاد تتخلف عن الركب بسبب أناس غير مسؤولين”. وأضاف أن طهران ستتوقف قريبا عن استيراد البنزين مع تشغيل مصافي تكرير محلية جديدة في الأشهر القادمة. من جانبه، شدد وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، خلال مؤتمر حول الطاقة، على أنّ بلاده تأمل بتعزيز إنتاجها من الغاز الطبيعي مطلع العام المقبل لتصل به إلى مستويات مماثلة لإنتاج قطر. مضيفا أن إيران تخطط لزيادة إنتاجها النفطي إلى 4 ملايين برميل يوميا في 2019 وإلى 4.28 مليون برميل يوميا في 2020 مع زيادة إنتاج المكثفات إلى مليون برميل يوميا أوائل 2018، قائلا أن إنتاج الخام يبلغ حاليا 3.8 مليون برميل يوميا والمكثفات 688 ألف برميل يوميا. وأوضح زنغنه أن عقود النفط والغاز الجديدة للشركات العالمية والمحلية ستركز على زيادة معدلات استخراج النفط. هذا وقد انخفضت أسعار النفط العالمية، أمس، على خلفية زيادة عدد منصات الحفر في الولاياتالمتحدةالأمريكية من قبل شركة الخدمات النفطية الأمريكية ”بيكر هيوجيس”، بالإضافة إلى تعزيز سعر صرف الدولار بالنسبة إلى العملة العالمية. فيما حققت أسعار سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” ال 14 يوم الجمعة الماضي ارتفاعا قدره 0.56 دولارا حيث وصلت إلى 48.63 دولار للبرميل مقارنة بسعر اليوم الذي قبله الذي وصل إلى 48.07 دولار للبرميل. وسبق لدول ”أوبك” أن توصلت يوم 28 سبتمبر الماضي، إلى قرار بالحد من إنتاج النفط إلى حوالي 32.5 -33 مليون برميل يومياً، بعد مفاوضات طويلة في الجزائر، لكنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الحصص المحددة لكل دولة من دول ”أوبك” في القمة نصف السنوية ل”أوبك” في 30 نوفمبر في فيينا. وكان الأمين العام لأوبك، محمد باركيندو، قد أكد يوم الثلاثاء الماضي، أن لجنة أوبك الخاصة بتطبيق اتفاقيات الجزائر ستجتمع لأول مرة في فيينا يومي 28-29 أكتوبر.