بعد أسبوع من بدء عملية استعادة الموصل من قبضة داعش الإرهابي، أحرزت قوات التحالف المكون من قوات الأمن العراقية وقوات البشمركة الكردية ومقاتلين من مليشيات مسلحة أخرى غير النظامية، تقدما على أرض المعركة سعيا لتحرير ثاني أكبر مدن البلاد، وآخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق.أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن تنظيم داعش الإرهابي بدأ يدفع بمقاتلين من خارج مدينة الموصل، شمال العراق، للدفاع عنه من هجوم الذي يتضمن 90 ألفاً من القوات الحكومية وميليشيات متحالفة معها. وقال النقيب جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون في إيجاز صحافي بواشنطن "نحن نراقبهم وهم يأخذون الإداريين وأطقم الدعم للدفاع عن الموصل، أناس لم يحملوا الأسلحة في الأوضاع الاعتيادية، لكنهم الآن يسلحونهم، كما أننا نراهم ينقلونهم من الخارج لإعادة نشرهم داخل الموصل." ولم يحدد المتحدث مكان استقدام داعش عناصرها، غير أن الأرجح أنه من الجانب السوري، في ظل الحصار المفروض عليه من جانب القوات العراقية والبيشمركة، من جميع الجهات، باستثناء الجهة الغربية مع سوريا. ولفت ديفيس إلى أن القوات العراقية تمكنت، خلال الفترة الماضية من استعادة بلدة برطلة وبعشيقة، موضحا أن داعش هُزم في كركوك ومدينة الرطبة في الأنبار، بعد أن قامت بعدد من العمليات بهدف التمويه وصرف الانتباه. وأضاف أن مقاتلي التنظيم الإرهابي يحاولون الآن مهاجمة مدينة سنجار بالأنبار لتشتيت انتباه القوات البرية التي تطوق الموصل، مشيرا إلى وجود عمليات نزوح عن الموصل، منذ بدء العمليات العسكرية لتحريرها، لكنه رفض الإفصاح عن الأعداد. وكانت مصادر حكومية عراقية أعلنت أمس الثلاثاء عن استعادة مدينة الرطبة 500 كلم غرب بغداد من سيطرة داعش الإرهابية. وقال محافظ الأنبار صهيب الراوي لمراسل وكالة (بترا) الأردنية في بغداد، انه تم تحرير قضاء الرطبة بشكل كامل والقوات الأمنية رفعت العلم العراقي فوق المبنى الحكومي، مضيفا إن القوات الأمنية ومتطوعي العشائر هاجموا الأحياء التي سيطر عليها داعش الإرهابي وخاصة أحياء الانتصار والعسكري ووسط المدينة ". وكانت مدينة الرطبة التي تحاذي حدود ثلاث دول هي الأردنوسوريا والسعودية تعرضت لهجوم قبل يومين من عناصر التنظيم الإرهابي. ورغم الإنجازات التي حققها التحالف في الموصل، والتي تشمل تحرير 78 قرية وقتل ما يصل إلى 800 مقاتل في التنظيم اعتبارا من صباح الاثنين، يحارب "داعش" بشراسة فيما يُرجح أنها آخر وقفة للتنظيم في العراق. ويعتمد "داعش" في مواجهة للتحالف على تكتيكات حرب العصابات، وترويع المدنيين لاخضاعهم. وكشف مصدر في محافظة نينوى، يوم الاثنين، للسومرية نيوز، أن تنظيم "داعش" قام بتفخيخ الجسور والطرقات الرئيسة الرابطة بين الساحلين الأيسر والأيمن، بالإضافة إلى الطرقات الرئيسة في مدينة الموصل، وأكد أن غالبية مسلحي التنظيم انسحبوا إلى الساحل الأيمن مع اقتراب القوات العراقية. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "التنظيم سحب غالبية مسلحيه إلى الساحل الأيمن الذي يتحصن فيه لمعركته النهائية"، موضحا أنه "وضع ثلاثة خطوط صد وفخخ عددا من السيارات التي سرقها من الأهالي، بالإضافة إلى الاعتماد على ما يسمى أشبال الخلافة في تفجيرات انتحارية". وكان قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسد أكد، الاثنين، أن القوات الأمنية باشرت بتطهير مناطق مهمة باتجاه مدينة الموصل، وأوضح أنها على مسافة 5 إلى 6 كم عن المحيط الخارجي للمدينة.