حرب على مختلف الجبهات ** تتواصل تداعيات معركة الموصل التي يعتبرها المراقبون أهم معركة مع الدواعش وربما تكون القاضية على وجودهم بالعراق ولكن الثمن يبدو باهظا في تعداد الضحايا من المدنيين الأبرياء وكذا آثار مدينة احتضنت أزهى فترات الدولة العباسية. ق.د/وكالات لليوم السابع على التوالي وبواقع 168 ساعة قتال متواصلة (هي عمر معركة استعادة الموصل منذ انطلاقها فجر الاثنين الماضي) تواصل القوات العراقية المشتركة والمؤلفة من 32 تشكيلاً نظامياً من القوات العراقية المختلفة وشبه نظامي كقوات (البشمركة) إلى جانب 11 مليشيا مسلحة وبدعم جوي وبري ولوجستي كبير من التحالف الدولي المعارك نحو استعادة السيطرة على الموصل. وشهدت آخر تطورات المعركة خلال الساعتين الماضيتين هجوماً واسعاً ل البشمركة وجهاز مكافحة الإرهاب على المحاور الشمالية والشرقية بدا فيها تنظيم الدولة (داعش) بوضع دفاعي على عكس ما كان عليه أمس السبت فيما تشهد مناطق المحور الجنوبي معارك عنيفة وقصفا جويا وصاروخيا على قرى بلدة الشورة والقيارة. وقالت مصادر عسكرية عراقية إن (قتالا شرسا يجري في ثلاثة محاور بوقت واحد). ويتركز القتال العنيف حالياً حول بعشيقة المدينة التي يسيطر عليها تنظيم (داعش) والواقعة على بعد (23 كيلومترا) من مركز مدينة الموصل وفقاً للمصادر ذاتها التي اعتبرت السيطرة على هذه البلدة بمثابة السيطرة على بوابة دخول الموصل. ونجحت قوات البشمركة في السيطرة صباح السبت على قريتي الفاضلية وتريزاو ذات الغالبية المسيحية وتمثل القرية الأخيرة موقعا جغرافيا قد تتخذه مدفعية التحالف الدولي موقعاً لها لاستهداف مواقع داعش داخل الموصل بحسب مسؤولين عسكريين عراقيين . وإلى المحور الشمالي الشرقي تدور في هذه الاثناء معارك عنيفة قرب قريتي عمر وتل خراب. وعلى عكس الأنباء التي روجت لها وسائل إعلام حكومية أفادت بسيطرة القوات العراقية على الحمدانية أكبر الأقضية التابعة للموصل أفاد شهود عيان بأن القتال متواصل على أطراف المدينة وليس داخلها مضيفين أن طيراناً أميركياً يقصف المدينة منذ فجر أمس. وقال مصدر عسكري في قيادة عمليات نينوى إنّ قوات مكافحة الإرهاب باشرت فجر أمس هجومها على جيوب داعش في بلدة الحمدانية جنوب شرق الموصل تمهيداً لتحريرها بشكل كامل مبيناً أنّ (القوات تخوض اشتباكات مع عناصر التنظيم). وأكّد أنّ (تعزيزات عسكرية وصلت إلى قرب بلدة تلكيف في المحور الشمالي للموصل) مبيناً أنّ هذه التعزيزات ستسند القطعات العراقية التي تخطط لاقتحام بلدة تلكيف شمال الموصل 30 كيلومترا. في غضون ذلك نفّذ طيران التحالف الدولي ضربات على مواقع وتحرّكات تنظيم داعش في محاور عدّة من الموصل. وذكرت خلية الإعلام الحربي الحكوميّة في بيان صحافي أنّ طائرات التحالف الدولي وجّهت ضربة أسفرت عن تدمير مدفع لداعش وقتلت عنصرين في قرية كوكجلي التابعة لبلدة برطلة كما وجهت ضربة على تجمع للتنظيم في قرية منيرة التابعة لناحية حمام العليل وقتلت 8 عناصر من داعش. وأضافت أنّ طائرات التحالف الدولي وبالتعاون مع مديرية الاستخبارات العسكرية _وجهت ضربة على تجمع لداعش في قريتي يرغنتي وعلي رش التابعتين لناحية برطلة وقتلت 5 عناصر من التنظيم. قناصة داعش فوق مآذن الرطبة من جهته تمكن تنظيم داعش من السيطرة على حيَي الحارة والميثاق وسط مدينة الرطبة غربي محافظة الأنبار أمس الأحد وبات متشددوه ينشرون قناصتهم على مآذن المساجد. وبعد يومين على شن داعش هجوما مباغتا على مدينة كركوك العراقية في محاولة لتخفيف الضغط عن جبهة الموصل والرد على تقدم القوات العراقية والبشمركة أعاد المتشددون الكرة ولكن هذه المرة عبر استهداف قضاء الرطبة. وأفادت مصادر ظهر أمس الأحد أن الاشتباكات لا تزال مستمرة مع شرطة الأنبار والحشد العشائري. وشنّ التنظيم المتشدد الهجوم على الرطبة من محورين الأول من منطقة الفيضية شرقاً والثاني من منطقة وادي مساد غربا. وكانت القوات العراقية تمكنت من دحر داعش من القضاء ومركزه مدينة الرطبة الواقعة غربي محافظة الأنبار على طريق رئيسية إلى الأردن وسوريا في ماي الماضي في معركة اعقبت استعادة الرمادي وسبقت تحرير الفلوجة. ونجحت السلطات الجمعة في صد هجوم لداعش على مدينة كركوك مركز محافظة كركوك حيث اقتحم مسلحوه مراكز شرطة وغيرها من المباني قبل أن يتكبد 50 قتيلا إثر المواجهات. وكان مسؤول أمريكي كبير قال إن عدد المتشددين الذين هاجموا كركوك بلغ نحو 80 وإن كلهم تقريبا قتلوا أو أسروا مشيرا إلى أن معظمهم من المقاتلين الأجانب الذين تلقوا تدريبات خاصة وربما حصلوا على مساعدة من خلايا نائمة داخل المدينة.