تزايدت احتمالات فشل اجتماع منظمة "أوبك" المقبل بفيينا شهر نوفمبر الجاري، بعد عجز خبراء المنظمة الذين اجتمعوا ليومين، في التوصل إلى تحديد الحصص وخفض الإنتاج على خلفية رفض إيرانوالعراق تثبيت إنتاجهما، ليبقى الاجتماع المقبل لأعضاء المنظمة الفرصة الأخيرة لترسيم نتائج اتفاق الجزائر. فشل الخبراء في "أوبك" وخارجها خلال اجتماعات عقدت على مدار اليومين الماضيين في التوافق بين الدول المنتجة، حيث استمرت المفاوضات إلى نحو 12 ساعة متواصلة يوميا دون تحقيق أي تقدم يذكر، فبعد الموقفين الإيرانيوالعراقي الرافضين لخفض الإنتاج والمطالبين بالإعفاء من مقررات اجتماع الجزائر كانا السبب الرئيسي في تعثر المفاوضات. وعليه يواجه اتفاق الجزائر مأزقا بسبب وجود أكثر من دولة ترغب في الإعفاء من خفض الإنتاج، حيث إنه إلى جانب العراقوإيران هناك أيضا ليبيا ونيجيريا وفنزويلا، خاصة بعد تعثر مفاوضات الخبراء، ما سيجعل مهمة الاجتماع الوزاري المقبل في 30 من الشهر المقبل ثقيلة إذا لم تبد الدول الرافضة لخفض الإنتاج أي مرونة في مواقفها وإذا لم تستجب لمبادرات التعاون مع بقية المنتجين. وفي هذا الإطار، ما زال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، محتفظا بتفاؤله بإمكانية تحقيق التوافق بين المنتجين على الرغم من الصعوبات الراهنة"، مشيرا إلى أهمية الاجتماع الأول للجنة رفيعة المستوى التي تمثل المنتجين في "أوبك" وخارجها التي بدأت أعمالها، الجمعة وعلى مدار يومين، في فيينا لمناقشة آليات تطبيق اتفاق الجزائر الخاص بخفض إنتاج النفط. وأشار باركيندو إلى أن اتفاق الجزائر الشهر الماضي كان اتفاقا تاريخيا، وهو الذي أنتج الاجتماع الحالي في فيينا ونعول عليه كثيرا في تحقيق التوافق بين المنتجين، في خطة دعم الاستقرار واستعادة التوازن في السوق. وقال باركيندو "إن السوق تعيش مرحلة فارقة وأوقاتا صعبة فيها كثير من عدم اليقين بشأن مستقبل الصناعة والنمو الاقتصادي في العالم"، مضيفا أن "هذه المتغيرات تجعل من الصعب لدولة أو شركة أن تعمل بمفردها بمعزل عن الآخرين ولا بديل عن التنسيق والتعاون المشترك بين جميع الأطراف". ومن جهة أخرى، صرحت منظمة الدول العربية المصدرة للبترول "أوبك" أن الاحتياطيات النفطية لدى السعودية والعراق والكويت تبلغ حوالي 511.2 مليار برميل، مبينة أن ذلك يمثل حوالي 30 في المائة من إجمالي الاحتياطيات النفطية العالمية. وأوضحت "أوبك" في افتتاحية نشرتها الشهرية الأخيرة أن إجمالي الاحتياطيات النفطية العالمية المؤكدة قدرت بحوالي 1.697 تريليون برميل في نهاية عام 2015. وفي هذا الصدد، أشارت "أوبك" إلى أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن يصل إنتاج النفط العالمي إلى 100.4 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040 وأن يصل إنتاج النفط لدى 7 من الدول العربية، وهي "الجزائروالعراق والكويت وقطر وليبيا والسعودية والإمارات" إلى 3ر35 مليون برميل يوميا، ما يمثل نحو 2ر35 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي في عام 2040. ومن تداعيات فشل اجتماع أوبك على الأسعار، فقد نزلت أسعار النفط عن 50 دولارا للبرميل عند التسوية لتتكبد أكبر خسائرها الأسبوعية في ستة أسابيع، رغم صدور بيانات تظهر انخفاض عدد منصات الحفر الأمريكية للمرة الأولى منذ جوان. وقالت شركات بيكر هيوز للخدمات النفطية "إن عدد منصات الحفر انخفض بواقع اثنتين. بما يضع نهاية لموجة انتعاش استمرت 17 أسبوعا". وتراجع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 76 سنتا أو 1.5 في المائة ليبلغ عند التسوية 49.71 دولار للبرميل، وبلغ الخام أدنى مستوى له أثناء الجلسة عند 49.31 دولارا للبرميل. وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 1.02 دولار أو 2 في المائة ليبلغ عند التسوية 48.70 دولار للبرميل، وسجل الخام أدنى مستوياته خلال الجلسة عند 48.42 دولار للبرميل.