* مزروعات الجزائر ”مطرية” تستدعي كمية كبيرة من المياه بعد موجة الجفاف والشتاء المتأخر الذي ضرب مختلف ولايات الوطن، سجلت مختلف الولايات وخاصة الشمالية منها تساقط كميات معتبرة من الأمطار خلال 48 ساعة الماضية، ما أنقذ الموسم الفلاحي هذا العام.
استبشر الفلاحون خيرا، أمس، بعودة تساقط الأمطار مجددا بعد فترة طويلة من الانتظار، حيث بعثت هذه الأخيرة في نفوسهم الأمل لإنقاذ موسمهم الفلاحي الذي تضرّر كثيرا، جراء شحّ الأمطار في هذه السنة، خاصة أن الأمطار المتساقطة تتزامن مع موسم الحرث والبذر. إذ تحتاج الأراضي الفلاحية إلى كميات كبيرة من المياه لتقديم أفضل النتائج وإنجاح الموسم الفلاحي. وسيكون لهذه الأمطار تأثير إيجابي على الفلاحين، أملا في أن تتواصل في التساقط خلال هذا الشهر، فيما أثرت التغيّيرات المناخية الموجودة في منطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل كبير على كميات الأمطار المتساقطة في السنة. كما تملك الجزائر أزيد من 8 ملايين هكتار من الأراضي الفلاحية، والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، باعتبار أنّ جميع مزروعات الجزائر مطرية خاصة الخضر والفواكه. وفي هذا الشأن أكد رئيس الغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة شمس الذين قادري، في تصريح له على أمواج الإذاعة الوطنية، أن الأمطار المتساقطة ذات فائدة كبيرة، حيث أن الفلاحين بعد تساقط هذه الكميات سيقومون بعملية الزرع. وأضاف رئيس الغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة أن نوعية التربة بالمنطقة ثقيلة أي تمسك الماء، ولذا فإنه بعد عملية الزرع ثم الحرث تبقى الأرض مبللة. وقد شهد شهر نوفمبر من الموسم الماضي وضعا مشابها بعد أن أثار شح الأمطار الخريفية العام الماضي إلى تخوف كبير في أوساط الفلاحين والموالين حيث أن الإنتاج الفلاحي وازدهاره مرهون بهطول الأمطار الذي يساهم في زيادة الإنتاج وإنجاح الموسم الفلاحي. ويجمع العديد من المختصين في القطاع الفلاحي على أن تذبذب تساقط الأمطار الخريفية قد يسبب تراجع الإنتاج الفلاحي للموسم المقبل، وهو الأمر الذي جعل العديد من المزارعين والفلاحين يرفضون الشروع في عملية الحرث والبذر وتوسيع مساحات زرع الحبوب بمختلف أنواعه اللين والصلب وحتى الشعير، وهو الأمر الذي زاد من حدة تخوف الموالين.