كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، خلال حوار خص به موقع بوابة العين الإخبارية، عن استقدام مصريين لاكتشاف أسرار الأهرامات الجزائرية، كما أجاب أيضا عما يثار عن التنافس الجزائري المغربي لتصنيف أغنية ”الراي” في اليونيسكو، منوها أن تصنيف أغنية الراي ضمن التراث العالمي لليونيسكو جاء وفق رزنامة معدّة سلفا ولا علاقة للموضوع بمحاولة تبني المغرب لهذا الطابع. وكشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في الحوار، عن إعداد ملف لتصنيف الأهرامات الجزائرية أو ما تسمى ب”جيدار” ضمن التراث العالمي، بعد أن تبين أنها أضرحة جنائزية تعود إلى القرن الخامس ميلادي، وذلك بعد اتفاقه مع حلمي النمنم وزير الثقافة المصري، والذي أكد استقدام خبراء أثريين من مصر للقيام ببحوث مشاركة مع نظرائهم الجزائريين، من أجل التعريف أكثر بأسرار هذه الأهرامات. وأوضح في سياق متصل أن ملف تصنيف أغنية الراي ضمن التراث العالمي لليونيسكو جاء وفق رزنامة معدّة سلفا ولا علاقة للموضوع بمحاولة تبني المغرب لأغنية الراي، مؤكدا أن الراي طابع غنائي شعبي جزائري مائة بالمائة، بالرغم من تقارب المناخ الثقافي بين مختلف بلدان المغرب العربي، موضحا أن الأمر لا يعدو أن يكون ملفا قدم لليونيسكو ضمن رزنامة عمل معدة سلفا، وسيتوصل العمل لتصنيف طبوع أخرى مثل على غرار السطايفي القبائلي والصحراوي. واعتبر وزير الثقافة الجزائري، أن المعرض الدولي للكتاب في الجزائر، الذي استقطب قرابة المليوني زائر من أبرز الأحداث الثقافية في العالم العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط، وهو يؤكد بما لا يدع مجالا للشكّ، ورغم ابتعادنا عن معدلات القراءة العالمية، يعدّ مؤشرا كبيرا يجعلنا نتفاءل بأنّ القارئ الجزائري خصوصا والعربي عموما لم يفقد علاقته بالقراءة كسلوك حضاري واع ومسؤول، وأضاف قائلا: ”مثل هذا الحدث يجعلنا متفائلين بِرَهاننا على سوق النشر التي نسعى لتنظيمها في الجزائر”. وفي رده على سؤال حول وجود تخوف من انتشار أفكار تدعو لاعتناق مذاهب أو الانتماء لطوائف غريبة عن المجتمع الجزائري، أكد ميهوبي أن الجزائر بلد يحمي الحريات الدينية والفكرية والعقدية، في نفس الوقت الذي يرفض فيه التطرف تحت أي مسمى أو عنوان، منوها هناك مؤسسات دينية رسمية في الجزائر لا يمكن تجاوزها، مشيرا إلى وزير الشؤون الدينية والأوقاف قد نبّه إلى هذا في مناسبات عديدة، قائلا في سياق متصل: ”نحن نقبلُ بالتعايش مع مختلف الأديان، لكننا لن نسمح أبدا للفرق والطوائف والمذاهب بأنْ تعيدنا إلى العشرية السوداء أو تُمارس إكراها على مجتمع جزائري قال في حقه الشيخ أحمد حماني المفتي وأحد أهم كبار المالكية في الجزائر ”نحن عريقون في الإسلام والإسلام عريق فينا”، مؤكدا عدم وجود أي اعتراض على قناعات الأفراد أو خياراتهم الثقافية والفكرية والفلسفية، غير أن فرض هؤلاء لموقفهم ولقناعاتهم على الآخر باستخدام أساليب المغالطة والاستدراج العاطفي فإن ذلك غير مقبول. وعن المشهد الثقافي العربي، قال وزير الثقافة أن هناك مستويات عديدة للتبادل الثقافي بين البلدان العربية، مشيرا إلى المستوى الرسمي من التبادل لم يصل بعد إلى السقف الذي تقتضيه العلاقات الثقافية بين الجزائر والبلدان العربية، لاسيما أن التقارب والتمازج والتفاعل الثقافي بين البلدان العربية يعود إلى عقود عديدة، ولا يزال مستمرا ومتواصلا في المستقبل، وأضاف أن هذا التبادل الثقافي يعتمدُ أساسا على تثمين التنوع الثقافي والتاريخي وأشكال التعبير الفني المختلفة.