تم بولاية سوق أهراس الشروع في غرس 26 ألف بصيلة للزعفران، بمناطق القارية ببلدية أولاد إدريس ومداوروش ولخضارة وويلان التي تستحوذ وحدها على 16 ألف بصيلة، حسب ما علم من رئيس غرفة الفلاحة. أوضح محمد يزيد حمبلي، أن الهدف من هذه التجربة الأولى لا يكمن هذه السنة في إنتاج الزعفران بل يرمي أساسا إلى تكثيف عدد البصيلات، لاسيما أن البصيلة الواحدة تنتج سنويا 5 بصيلات ما يسمح بتوسيع المساحات للدخول بعد 3 سنوات في إنتاج كميات معتبرة من هذه المادة التي يتطلب إنتاج 1 غرام منها إنتاج 120 زهرة على الأقل. وبعدما أشار إلى أن هذه العملية تعد تجربة أولى محليا لتنويع الأنشطة الفلاحية المولدة للثروة والمستحدثة لمناصب الشغل، أكد نفس المسؤول أن منطقة أولاد إدريس التي تمتاز بتربتها الخصبة والواقعة على ارتفاع 1400 متر عن سطح البحر، قد حققت بالتوازي مع ذلك نجاحا كبيرا في إنتاج فاكهة الكرز متوقعا نجاحا كبيرا لزراعة الزعفران. ولضمان انطلاقة فعالة في مجال زراعة الزعفران، ذكر رئيس ذات الغرفة أن والي الولاية عبد الغني فيلالي شدد في عديد المناسبات على ضرورة استحداث مشتلة خاصة بهذه النبتة، لتوسيع المساحات وتمكين الراغبين في ولوج هذه الزراعة من اقتناء الشتلات محليا. وأكد حمبلي على ضرورة توسيع هذه الزراعة التي تتماشى وتوجهات الدولة تنويع الصادرات من مختلف المواد والرفع من عائدات العملة الصعبة خارج المحروقات، مبرزا أهمية تثمين هذا المنتج الفلاحي الذي يندرج ضمن الزراعات الصناعية التحويلية وحتى الصيدلانية باعتباره مادة تستخدم في تحضير الحلويات وفي الطبخ وفي العلاجات، وغيرها من المستحضرات. ومن شأن تطوير زراعة نبتة الزعفران التي تعرف طلبا كبيرا محليا ودوليا أن يمكن من تنويع ورفع عائدات الفلاحة العائلية، كما أضافه ذات المصدر. وقصد خوض هذه التجربة بولاية سوق أهراس تم الاستعانة بمنتجين مؤهلين من ولاية تيارت سبق لهم أن قاموا بزراعة الزعفران. ولتطوير هذه الزراعة دعا المتحدث إلى ضرورة منح قروض مصغرة من البنوك الفلاحية لتمويل وإنجاح هذه الزراعة، لاسيما أن الفلاحين بهذه الولاية يملكون قطعا أرضية صغيرة يمكن تثمينها، ما يسمح بإدماجهم ضمن المنظومة الإنتاجية الوطنية. وقد تم الشروع في هذه الزراعة بعد عمل تحسيسي للفلاحين من طرف مديرية المصالح الفلاحية وغرفة الفلاحة، لضمان التحول إلى الزراعات التجارية عوض الزراعة المعاشية بالنظر إلى أن ولاية سوق أهراس لها من الإمكانيات والمؤهلات ما يسمح لها بأن ترتقي إلى عاصمة لمنتجات الموطن، وفقا لذات المصدر. كما أن تميز وثراء الغطاء النباتي للولاية من مناطق جبلية ومناطق هضاب عليا وأخرى سهبية، جعلها منطقة لإنتاج أجود أنواع العسل، حسب ما أكده ذات المصدر. وتتطلب زراعة الزعفران أيادي قادرة على التعامل مع زهراتها وشعيراتها التي تمثل المحصول، خاصة أن 80 ألف زهرة تعطي فقط رطلا من الزعفران الطبيعي في شكل خيوط تستخدم في شتى أنواع المربى والأطباق في أفخم الفنادق المصنفة، حسب بعض العارفين بتقنية زراعة هذه النبتة.