سجلت الميزانية الجديدة للسنة القادمة لولاية عنابة انخفاضا قدر ب15 بالمائة نتيجة انخفاض الناتج الجبائي الذي يعتبر الممول الرئيسي للميزانية الولائية، وقدرت الميزانية الأولية بأزيد من 1743 مليار سنتيم تضخ منها أغلفة مالية لتمويل مشاريع تنموية جديدة ستمس قلب المدينة على الخصوص. ينتظر أن تكون سنة 2017 سنة تحويل وسط مدينة عنابة إلى منطقة سياحية بمعايير عالمية، كانت بدايتها تسليم فندق شيراتون الذي يعتبر تحفة عمرانية فريدة من نوعها تحتاج إلى إنجاز مرافق سياحية وخدماتية أخرى. غير أن الواقع العمراني المأساوي للمدينة القديمة يعتبر حجرة عثرة كبيرة أمام إعادة رسم معالم وسط مدينة عنابة، حيث لغاية الآن لم يتم الفصل في ملف ”بلاس دارم” لا بإعادة ترميم السكنات القديمة منها ولا بتهديم تلك المصنفة في الخانة الحمراء للبنايات الآيلة للسقوط. ويتم التأكيد على جملة من المشاريع الجديدة التي تعتبر خطوة نحو الأمام في تطوير المعالم العمرانية لقلب المدينة، حيث تزامنا مع الانطلاق الفعلي لأشغال المحطة البحرية الجديدة وضع حجر الاساس لإنشاء ممر علوي يربط محطة القطار بالمحطة البحرية التي ستساهم في التغيير الجذري لمظهر منطقة ما قبل الميناء، حيث ستتم عمليات إزالة أوإعادة تهيئة جميع المستودعات القديمة المنتشرة قبالة غرفة الصناعة والتجارة الى غاية المفتشية العامة للجمارك، في عين المكان الأمر الذي سيسمح باسترجاع مساحات هامة يتم استغلالها لاحقا لتحديد رصيف المحطة البحرية، والتي سيقابلها مباشرة إنجاز حضيرة يمكنها استيعاب 1200 مركبة. من جانب آخر ستتم عملية الإزالة الكلية للممر العلوي الذي يربط ساحة الثورة بالمدرسة العليا للاقتصاد والتسيير، والذي تتوسطه أكشاك ومحلات، علما أن أسفل الممر كذلك يعد أكثر من 80 محلا تجاريا، سعيا لجعل ساحة الكور ساحة مفتوحة تكون سبيلا للوصول الى فندق شيراتون الذي سيقابله إنجاز مركز تجاري ضخم حسب معايير عالمية. وسط مستجدات هذه المشاريع العمرانية الضخمة يبقى الحرص شديدا على مباشرة تمويلها في ضل التغييب الكلي لعلاج أقدم معضلة يعاني منها القطاع العمراني لولاية عنابة وهي المدينة القديمة، التي تعتبر مأوى الطبقتين المتوسطة والفقيرة وسط الفنادق الفخمة ومحطة بحرية تحتوي على رصيف لزوارق النزهة الفخمة كذلك، ناهيك عن بقية المشاريع التجارية والخدماتية التي ستزدني بها عنابة، في انتظار التفكير في مصير ”بلاس دارم”، التي تعتبر في واقع الأمر تحفة معمارية فريدة من نوعها تحتاج لضخ أموال ضخمة لاستعادتها من أجل الاستعادة الفعلية للقطاع السياحي في جوهرة الشرق عنابة.