يشهد ميناء عنابة انطلاق أولى مراحل إنجاز مشروع المحطة البحرية التي ستساهم بشكل فعال في تغيير مظهر مدخل المدينة من خلال هياكل اقتصادية وأخرى خاصة بقطاع النقل بهدف دفع التنمية السياحية التي سيعرفها القطاع. بالجانب الغربي لميناء عنابة وعلى مساحة تقدر ب8000 متر مربع، تعكف مؤسسة "باتيميتال" على أشغال التهيئة للشروع في إنجاز هياكل المحطة البحرية التي أعلن عنها رئيس الحكومة "عبد المالك سلال" غضون زيارته للولاية شهر مارس المنصرم، المتمثلة في رصيفين للمركبات وممرين للمسافرين، مركزا تجاريا، مطاعم ومقاهي إلى جانب شبابيك بنوك وشركات تأمين، علما أن المشروع كان حبيس الأدراج منذ 5 سنوات كاملة ليتم إخراجه للنور مجددا السنة الجارية بتخصيص غلاف مالي قدر ب2.5 مليار دينار جزائري مقتطع من الأموال الخاصة بالمؤسسة المينائية لعنابة، حيث سيتم التمكن من رفع عدد المسافرين الذين يتم استقبالهم في المحطة الجديدة من 16 ألف مسافر إلى 125 ألف، بمعدل أكثر من 100 رحلة سنويا، مع العلم أن هذه المنشأة ستمكن من استحداث 200 منصب عمل قار وآلاف المناصب على أساس عقود العمل المؤقتة. على مدار 30 شهرا ينتظر أن تسلم مؤسسة باتيميتال، أشغال إنجاز هذا الهيكل الاقتصادي الهام والذي سيعطي وجها جديدا لمدينة عنابة والذي كانت عليه منذ 30 سنة خلت خصوصا مع القيام بإنجاز"مارينا" من خلال نشاط المستثمرين الخواص والتي ستساهم بشكل فعال في في تثمين كامل الموقع على اعتبار كون المحطة البحرية مطلة على ساحة الثورة والتي تنتهي بفندق الشيراطون الذي يعتبر مكسبا سياحيا مميزا هو الأخر، من شأنه تغيير واقع جوهرة الشرق التي لطالما عانت من التهميش لسنوات طوال. تجدر الإشارة، إلى أن تحسين خدمات ميناء عنابة مرتبط بالمشاريع المستحدثة، حيث كان نشاط هذا الأخير مقتصرا على تلك المتعلقة بالجانب البيئي والتقني منها، ليكون إدراج المحطة البحرية قفزة نوعية باتجاه الدفعة التنموية لنشاط الميناء الذي يعرف ضغطا متزايدا لعدد المسافرين الوافدين والمغادرين لأرض الوطن خصوصا خلال موسم الاصطياف، كما سيشكل فرصة استثمارية نوعية لأصحاب المال والأعمال الذين سيساهمون في إنعاش القطاع السياحي والذي كان في فترة ما بمرحلة الاحتضار جراء الغياب الشبه الكلي للمشاريع السياحية التي تعتمد قبل كل شيء على الفنادق والنقل بشكل أساسي، ثم تأتي باقي الهياكل الخاصة بالراحة والاستجمام.