من جهتها، لم تر المعارضة الأمر عاديا، بل صنفته في خانة ”الخطر”، حيث قال القيادي في حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش في اتصال مع ”الفجر” إن الحركة حذرت مرارا من هذا التوجه نحو الرأسمالية المتوحّشة، والتي يقودها الآن الأثرياء الجدد من بعض رجال المال، مضيفا أن ”ولا نقول الأعمال” الذين بنوا ثروتهم على ظهر القروض الخيالية من البنوك العمومية والإعفاءات والتسهيلات المبالغ فيها، دون أن يقدموا أي إضافة حقيقية للاقتصاد الوطني، ونبّهنا إلى خطر تغوّلهم على مؤسسات الدولة ومصادرة القرارات السيادية السياسية والاقتصادية لها”. وبشأن الحادثة قال حمدادوش إن ما حدث هو مظهرٌ بسيطٌ لتغوّل أصحاب المال، وعدم احترام الأعراف الديبلوماسية، وهيمنة هؤلاء واستعلاؤهم على مؤسسات الدولة ورجالها، مضيفا ”إنها تعبّر عن صورةٍ سيئةٍ - أمام الأجانب - عن هذا التغوّل والاستخفاف بوزراء الحكومة... ونتمنى ألا تكون مظهرا خطيرا من مظاهر صراع الأجنحة، على خلفية الاستحقاقات القادمة: الرئاسية قبل التشريعية.. إذا كان ذلك خطأً برتوكوليا فهذه كارثةٌ في الاستخفاف، وإذا كان الأمر مقصودا فهذه كارثةٌ أعظم في اختطاف مؤسسات الدولة”. وفي ذات الصدد قال محدثنا أن حمس ليست ضدّ رجال الأعمال الشرفاء النزهاء، ولا ضدّ القطاع الخاص في إطار قوانين الجمهورية وتكافؤ الفرص، ولكن ضدّ الانتقال من احتكار الثروة من طرف الدولة إلى احتكارها من طرف فئةٍ قليلةٍ من رجال المال، الذين لا يفكرون بمنطق ثقافة الدولة، ولا يقدّرون حجم المسؤولية السياسية لتحقيق مصلحة البلاد وخدمة الصالح العام، بقدر ما يفكرون في مصالحهم الخاصة. من جهته، قال القيادي في حركة النهضة محمد حديبي، في تصريح ل”الفجر”، إنه لم يحدث في تاريخ صناعة الثروة حرق الزمن بهذه السرعة بشكل أصبحت السلطة هي من تصنع الثروة وتجعلها مصدرا للحكم مضيفا أن ”وهو ما وصلنا إليه اليوم من حالة اختلال كبير، حيث جماعات المال قوتهم تفوق قوة تمثيل الدولة، ليس تحت الطاولة أو في الصالونات بل أمام الرأي العام والمحافل الرسمية للدولة”. كما شدد حديبي على أهمية احترام تمثيل الدولة وهيبتها بحيث لا يمكن بأي حال أن تهان الدولة بهده الطريقة، مضيفا أن ”الأمر تجاوز صراع السلطة وأجنحتها فيما بينها، بل أصبحت سيادة للدولة في خطر وهذا الذي نبهنا إليه. إذا كان هناك مشكل أو خلاف أو سوء تفاهم أو صراع على أجندات مستقبلية أو صراع على اقتسام الثروة والمناصب، يجب أن يعالج بعيدا عن الرأي العام، في هدوء دون أي مساس بالدولة، لأن الدولة خط أحمر ومن يلعب بها سيحرق لأنها سفينة الجميع التي يجب أن يحترمها ويحافظ عليها”.