* نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية ل”الفجر”: ”الوضع كارثي ولا مكان للبسطاء هذه السنة” عصفت تدابير ترشيد النفقات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة تراجع الإيرادت في الخزينة العمومية باحتفالات نهاية السنة ”الريفيون” التي كان بعض الجزائريين يقيمونها في دول مجاورة كتونس ودول أوروبية وخاصة فرنسا وإسبانيا، حيث تكشف أرقام تحوز ”الفجر” على نسخة منها أن الوكالات السياحية التي كانت تشهد إقبالا في سنوات ماضية، تعرف عزوفا كبيرا هذه السنة، مما أثار حفيظة العاملين في السلك السياحي، واضطر العديد منهم للفرار إلى السياحة الدينية والبحث عن زبائن ”تقليديين”. وحسب ما أفاد به صاحب أحد الوكالات السياحية العاملة في المجال والذي تحفظ عن ذكر اسمه، اعتاد العمل في مواسم سابقة، فإن التراجع كبير ورهيب، مقارنة بالسنة الماضية، مشيرا إلى أنه استقبل زبونا واحدا في ظرف عشرين يوما لترتيب تدابير السفر خلال النصف الثاني من الشهر الجاري، وكانت وجهته فرنسا، ليؤكد أن الحالة مزرية جدا جعلت مقر الوكالة ملفوفا بخيوط العنكبوت ما يظهر مدى الإقبال الضعيف جدا على المقر، على حد تعبيره. وحسب ما أفاد به نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية إلياس سنوسي، في تصريح هاتفي ل”الفجر”، فإن حالة التقشف التي تعرفها الجزائر أثرت سلبا على احتفالات ”الريفيون” منذ سنتين تقريبا، ولا سيما هذه السنة، مشيرا إلى أن الحالة كارثية بكل المقاييس والإقبال على الوكالات السياحية منعدم، إلا لمن استطاع إليه سبيلا، غير أن سنوسي يؤكد أن الموسم تم إنقاذه من طرف زوار بيت الله لأداء مناسك العمرة، خاصة وأن الوكالات ترتقب إقبالا من قبل الزبائن على السياحة الدينية في الفترة الشتوية التي تتزامن مع العطلة السنوية التي تنطلق ابتداء من 22 ديسمبر. ويرى سنوسي أن الفئة القادرة على حجز مقاعد إلى جهات مختلفة خلال هده الفترة تتعلق بأصحاب المال والنفوذ ”والشكارة” لا غير، أما الطبقة المتوسطة فلا حظ لهم، ليؤكد أن السياحة في الجنوب أيضا تعرف عزوفا كبيرا أمام الارتفاع الكبير في تكاليف المرافق، حيث هناك تبدأ من سعر تذكرة الطائرة وتنتهي بحجز الفنادق هناك، مبديا عدم رضاه عن السياحة الداخلية التي عرفت تراجعا كبيرا وتزايد نفور السياح الأجانب بسبب عوامل كثيرة على رأسها الغلاء الفاحش للتذكرة وصعوبة الحصول على التأشيرة. كما يشير محدثنا إلى أن تركياوتونس لا تزالان تتربعان على عرش الوجهات المفضلة للجزائريين منذ سنوات، وتقدر أسعار الرحالات لتركيا بحوالي 12 مليون سنتيم لمدة 10 أيام حسب أرقام الوكالات السياحية. وفي هذا الإطار تشير المعطيات المتوفرة لدى النقابة إلى أن الوجهة الأولى للجزائريين خلال السنة الجارية تبقى فرنسا التي تتربع على العرش بسبب تواجد أكبر عدد من الجالية هناك، لتتبعها تركيا، وتبقى الدولة الجارة تونس وجهة الجزائريين المفضلة في السياحة لكنها شهدت بعد العطلة الصيفية تراجعا، غير أن قاصديها للاحتفال بنهاية السنة من ولايات الشرق المحاذية لها سيزيد في الإقبال لكن ليس كالسنوات الماضية بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت عمق الأسر في الجزائر.