اختار الكثير من الشباب في السنوات الأخيرة، اكتشاف المواقع السياحية التي تزخر بها الجزائر وذلك بشهادة وكلاء السفر الذين احتكت بهم ”المساء”، ودليلهم في ذلك الإقبال الكبير على الولايات التالية تمنراست، غرداية، بشار وتيميمون، لدرجة نفدت فيها التذاكر للاحتفال برأس السنة الميلادية بعدما كانت الوجهة المفضلة لديهم تونس. وإذا كانت الوكالات قد عرفت إقبالا كبيرا، فإن المخابز هي الأخرى دخلت في سباق مع الزمن لتأمين ما أمكنها من الحلويات المطلية بالشوكلاطة حتى تكون في الموعد لتلبية طلبات زبائنها الذين لا يستغنون عن كعكة ”لابيش”. كانت أول محطة قصدتها ”المساء” لمعرفة وجهة الجزائري لإحياء رأس السنة الميلادية، بعدما تحول الأمر بالنسبة لبعض الشباب والعائلات على حد سواء إلى تقليد لابد منه، هي وكالة الخطوط الجوية الجزائرية بساحة أودان، وفي دردشتنا مع أحد الموظفين الذي كان منهمكا بالرد على زبونة كانت تبغي الحجز لإحياء رأس السنة بغرداية، رد عليها بالقول أن التذاكر نفدت لأن الطلب عليها كبير، وأقترح عليها في المقابل التوجه إلى ولايات الجنوب الأخرى على غرار تمنراست أو بشار. حدثنا قائلا: ”بعنا في الآونة الأخيرة عددا كبيرا من التذاكر نحو الجنوب الجزائري، ولعل ما شجع الإقبال على طلب بعض ولايات الجنوب وتحديدا تمنراست، تيميمون وغرداية هي التخفيضات في سعر التذكرة لخدمة السياحة من جهة، وتحسن الخدمات الفندقية من جهة أخرى، أعتقد، يضيف، أن الوعي بأهمية ممارسة السياحة بالوطن بدأت تعرف إنفراجا بمجتمعنا إذ لاحظنا بأن المقبلين على اقتناء التذاكر يقرون بأن الجزائر جميلة وتستحق أن تٌكتشف”. وفي رده عن سؤالنا حول الوجهات الأكثر طلبا خلال هذه الفترة أفاد بأن تركيا تتربع على عرش الدول التي تعرف في هذه الآونة إقبالا منقطعا، لا سيما وأن الحصول على التأشيرة بات أمرا يسيرا، وبالنظر إلى جمال هذه الدولة الساحرة وجهت العائلات الجزائرية وكذا الشباب أنظارهم لإحياء ليلة رأس السنة بها في إطار رحلات منظمة أو حرة، وفي المقابل تراجع الإقبال على كل من المغرب لاسيما بعد الأزمة الأخيرة التي حدثت بين البلدين والمتعلقة بإنزال راية الوطنية، وكما تعرفون الجزائري معروف ”بالنيف”، أما بالنسبة إلى تونس أعتقد أنها رغم كل ما حدث بها لا تزال دولة محببة يعشق الشباب الاحتفال بها. من جهته يعتقد بوعلام بولعيون، موظف بوكالة ”فواياج بلوس” بالعاصمة، أن الوجهة المفضلة للعائلات والشباب هي الجنوب الكبير وتحديدا غرداية وتمنراست، حيث قدر سعر التذكرة والإقامة بهذه الولاية لمدة عشرة أيام ب 6 ملايين، وعلى الرغم من أن كل ولايات الجنوب تعرف إقبالا كبيرا عليها للاحتفال برأس السنة غير أن غرداية يظل الطلب عليها كثيرا بالمقارنة مع باقي الولايات، ويعلق قائلا: ”أعتقد أنها ولاية تسحر كل من يزورها كما أنها تقيم بالمناسبة العديد من التظاهرات الاحتفالية، ومن أجل إضفاء نوع من التميز كوكالة ارتأينا يوضح” تنظيم رحلات إلى أزفون لنشجع من جهتنا السياحة ببعض المناطق التي تستحق الزيارة بعيدا عن الجنوب”. يعتقد بوعلام أن السياحة في الجزائر لا تزال في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتحسين مستوى الخدمات، خاصة بعد أن تنبه الزبائن إلى أن الجزائر هي الأخرى تحتاج إلى من يكتشفها بالنظر إلى ما تحويه من أماكن سياحية لا توجد في أي دولة أخرى، يكفي فقط الحديث عن منظر الغروب بولاية تمنراست الساحرة. تبين لنا من خلال الاستطلاع الذي أجريناه مع عدد من وكالات السفر وجود إجماع على أن السياحة الداخلية تعرف انتعاشا كبيرا، لاسيما مع حلول بعض المواسم على غرار إحياء عيد رأس السنة وهو ما أكدته لنا موظفة بوكالة ديسكوفري للسفر بساحة أول ماي التي أفادت بأن السياحة الداخلية تعرف إنفراجا لا سيما مع التحسن النوعي في الخدمات الفندقية، استتباب الأمن، وفي المقابل لمسنا، تضيف، ”تراجعا كبيرا في طلب التذاكر إلى الدول الشقيقة وتحديدا تونس حيث بعنا تذاكر تعد على الأصابع، ونفس الشيء بالنسبة لمصر التي شهدت طلبات محتشمة على شرم الشيخ، أما سوريا وعلى حد علمي فإن التأشيرة غير موجودة وليس هنالك أي رحلات إلى هذه الدولة التي تعيش ظروفا صعبة”. وقادتنا الجولة الاستطلاعية إلى الخطوط الجوية المغربية بساحة أودان وحسب مصدر موثوق فإن الطلب عليها قليل مقارنة بالسنوات الماضية، وفي الوقت الذي قلّ فيه الإقبال على كل من تونس والمغرب، فإن دبي وعلى الرغم من غلاء قيمة تذكرتها التي بلغت حسب ياسين موظف بوكالة النادي السياحي الجزائري 25 مليون في إطار رحلة منظمة لمدة ثلاثة أيام، فقد سجلت إقبالا عليها من طرف الراغبين في اكتشاف هذا البلد الجميل، بينما تعرف تركيا هي الأخرى طلبا كبيرا تليها فرنسا وإسبانيا. وعلى المستوى الداخلي نشعر، يقول ياسين كموظفين بالوكالة، أن هنالك وعيا كبيرا بالسياحة المحلية بالنظر إلى الإقبال على بعض ولايات الجنوب وتحديدا بشار، غرداية وتيميمون ومع التسهيلات التي تؤمنها الخطوط الجوية الجزائرية، بالتنسيق مع طاسيلي طيران، تمكنا من تلبية رغبات كل الزبائن المحبين للاستكشاف والاحتفال بجنوبنا الكبير. ويضيف ”يكثر الطلب تحديدا على الرحلات المنظمة حتى يحوز الزبائن من العائلات والطلبة وكذا الشباب المتعة التي يتطلعون إليها من وراء السفر”.