برمج قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، زيارة رسمية إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن، تستغرق خمسة أيام بعد جولة مماثلة إلى موسكو تلقى خلالها وعودا روسية بدعم عسكري وسياسي، حيث يحاول تقديم نفسه كطرف مهم في حل الأزمة. وينتهز حفتر ومسؤولون ليبيون بطبرق، شرق ليبيا، انتهاء المدة القانونية لاتفاق الصخيرات أمس الأول، لتقديم أنفسهم كأطراف تحظى بالثقة لقلب معادلة تسوية الأزمة في البلاد. ومع أن وكالة سبوتنيك الروسية الرسمية لم تفصح عن الملفات التي سيتم بحثها خلال زيارة حفتر ولكنها تأتي بعد إشادة رسمية نادرة من الولاياتالمتحدة بالجيش الليبي الذي يقوده حفتر على لسان المبعوث الأمريكي إلى ليبيا جوناثان وينر. وتتزامن زيارة القائد العسكري الليبي إلى واشنطن، مع زيارة لرئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، للعاصمة الروسية موسكو حيث التقى عددا من كبار المسؤولين وبصفة خاصة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وفي هذا الصدد أشار معهد ”أتلانتيك كاونسيل” الأمريكي للدراسات، أمس، إلى طبيعة الدعم الأوروبي الأمريكي لحفتر وموقف دول المنطقة المجاورة لليبيا منه، وأوضح أن تغيير سياسات واشنطن وأوروبا لصالح حفتر لن يُقابل بموافقة من قبل بعض القوى الإقليمية مثل تونس والجزائر وقطر وتركيا، على عكس مصر فقد ظلت السياسة الأمريكية واحدة في ليبيا، وهي الدعم الكامل لحكومة الوفاق وقواتها في سرت، لكن تغيير الإدارة الأمريكية عقب انتخاب دونالد ترامب يثير شكوكًا حول استمرار تلك السياسة، خاصة مع تفضيل ترامب العسكريين. وبالنسبة للدول الإقليمية مثل مصر وتونس والجزائر، فلا يوجد موقف مشترك يجمعها، إذ أعلنت تونس والجزائر الدعم الكامل لحكومة السراج ورفض أي تدخل غربي، بل وعملتا كوسيط بين الفصائل المتنافسة لحل الأزمة، بينما تتبع مصر نهجًا أكثر حذرًا، حيث دعمت الاتفاق السياسي الليبي علنًا وفي الوقت نفسه ساعدت حفتر لتمكينه من تأمين المنطقة الشرقية في ليبيا وتأمين الحدود المشتركة. وتابع المصدر الأمريكي أن تقوية موقف مصر في ليبيا سيُعد من قبل الكثيرين فشلاً للنخبة الحاكمة وقد يؤدي إلى تصاعد التوترات ويقوض استقرار الدولة، وسيواجه معارضة قوية من قبل قطر وتركيا، اللتين تدعمان التيارات الإسلامية في ليبيا. وعلى الجانب الآخر، تحاول روسيا التقرب من حفتر سعيًا للحصول على موطئ قدم لها في منطقة البحر المتوسط، وأي تقارب غربي مع حفتر سيساعد أهداف موسكو وهو ما ترفضه واشنطن. وأوضح الباحث الليبي كريم ميزران بمعهد ”أتلانتيك كاونسيل” أن سلطة حكومة الوفاق الحقيقية مازالت حتى الآن تقتصر على أجزاء من العاصمة طرابلس فقط، مع تراجع الدعم الشعبي لها، وانقسام المجموعات المسلحة التي أعلنت الولاء لها، بل واعتبر كثير من المراقبين أن الاتفاق السياسي الليبي فشل برمته، ونظرًا للمأزق الحالي، شرعت القوى الغربية في البحث عن بدائل تسمح بالخروج من هذا المأزق. ولهذا، يتساءل البعض، وفق المعهد إذا استطاع حفتر زيادة نفوذه وقوته لفرض سيطرته على المنطقة الغربية في ليبيا وعلى طرابلس، فهل يكون من الأفضل للولايات المتحدة وحلفاؤها الانضمام له ودعم حملته؟ ورأى ميزران، أن هذا الاقتراح في حال تبنته القوى الغربية يتضمن عدة خطوات، ”أهمها رفع حظر توريد السلاح المفروض على ليبيا لإمداد قوات الجيش الليبي بالسلاح والعدد التي تمكنه من شن حملات عسكرية أوسع نطاقًا ضد القوى المعارضة له في الغرب، إلى جانب السماح لحفتر ببيع النفط من موانئ التصدير الواقعة تحت سيطرته وبالتالي زيادة نفوذه وإجبار معارضيه على الاستسلام