أعابت نقابات التربية الوطنية على الوزيرة نورية بن غبريت السياسة المعتمدة في تسيير المنظمة التربوية من خلال التراجع عن القرارات كل مرة وأكدت أن هذا الإجراء لا يخدم المدرسة العمومية بل يضعها على المحك ويجعلها رهينة ضغوط تلاميذ في الشارع. وأكدت النقابة الوطنية لعمال التربية اسنتيو على لسان ممثلها قويدر يحياوي أنها لم تتفاجأ بقرار الوزيرة بإلغاء قرار تقليص العطلة. وأشار إلى أن الوزارة أصبحت فاقدة للمصداقية وغير قادرة على الحفاظ على قراراتها وأصبحت تسير تحت ضغوطات التلاميذ وهو ما سيضع المنظومة التربوية على المحك ويفقد المدرسة قيمتها وقدسيتها، كما أنه سيجعل احترام قرارات الوزارة الصادرة مستقبلا على المحك وصعب للغاية نظرا إلى فقدان قرارات الوزارة لمصداقيتها. وتساءلت النقابة كيف أن الوزيرة في الأمس فقط وبعد خروج التلاميذ إلى الشارع أكدت أن قرار تقليص العطلة هو في صالح التلاميذ والأساتذة ويهدف إلى إتمام البرنامج في الوقت المناسب وفي أريحية وتؤكد على استحالة التراجع عن القرار لتخرج اليوم بقرار آخر يعطي عدد أيام عطلة للتلاميذ أكبر حتى من أيام العطلة الشتوية للسنوات الماضية المقدرة ب15 يوما التي كان التلاميذ يطالبون بها إلى ثمانية عشر يوما كاملة. والغريب في الأمر أن الوزارة قدمت حتى تاريخ خروج التلاميذ المحدد مساء يوم الثلاثاء الذي كان مقررا خروجهم مساء يوم الخميس فقط. وأكدت النقابة أن تصريحات بن غبريت بالأمس والتراجع عنها اليوم يؤكد أن هذا القرار يتجاوز وزيرة التربية الوطنية وأنه جاء من الحكومة بعد خروج التلاميذ إلى الشارع وعدم القدرة على التحكم فيهم وخوفا من انتشار الظاهرة لأغلب الولايات وتطور الأمور وتفاديا لحدوث أية انزلاقات تجاوزت السلطات العليا قرارات الوزارة حفاظا على الاستقرار. وحمل التنظيم الوزارة مسؤولية القرارات الارتجالية التي لا تخدم المدرسة العمومية الجزائرية بل بالعكس وضعتها على المحك وجعلتها رهينة ضغوط تلاميذ في الشارع. وأكد أن تسرع بن غبريت وعدم استماعها للشركاء الاجتماعيين من نقابات وجمعيات أولياء التلاميذ عند إصدارها القرارات وراء هذه الفوضى، حيث إن الوزارة لا تعتبرهم شركاء فعليين بل إن الشراكة في نظر الوزارة هي وثائق ممضاة وبروتوكولات واجتاماعات شكلية وحمل يحياوي الوزارة تبعات هذه القرارات الانفرادية البعيدة كل البعد عن استشارة الشركاء وعن واقع المدرسة، معتبرا جملة القرارات الارتجالية والتراجع عنها اعتراف ضمني بالخطأ الذي أصبح يتكرر في عدة مواقف كان آخرها تراجع الوزارة عن رزنامة البكالوريا ثم عن تقليص عطلة الشتاء وطالب التنظيم بمساءلة الوزارة من طرف الحكومة وتحميلها المسؤولية لأن المدرسة العمومية هي صمام أمان المجتمع ولا يجوز إطلاقا التلاعب بمصيرها وتركها تسير بأهواء وقرارات ارتجالية نتيجة خروج التلاميذ للشارع وعدم التحكم فيهم. من جهته، قال إيدير عاشور المنسق الوطني لمجلس ثانويات الجزائر، إن قرار التراجع عن تقليص العطلة قرار إيجابي، إلا أنه يطرح إشكالا كبيرا يخص إصدار القرارات، حيث من غير المعقول التراجع عن قرار تقليص العطلة تحت ضغوطات التلاميذ، خاصة أن الوزيرة طالما دافعت عن قرار تقليص العطلة الذي اعتبرته في صالح التلاميذ والأساتذة وسيسمح بإتمام البرامج في أريحية. من جهته، تأسف المكلف بالإعلام على مستوى الفدرالية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية "السناباب" نبيل فرقنيس لقرارات وزارة التربية واعتبر أن تمديد العطلة الشتوية ابتداء من هذا اليوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 إلى غاية 08 جانفي 2017، كان منتظرا حيث اعتاد الشركاء تراجع بن غبريت عن قراراتها نتيجة الارتجالية في اتخاذها ودون إشراك المعنيين.