كرمت الطبعة السادسة للملتقى الأدبي ”شموع لا تنطفئ”، والتي انطلقت فعالياتها أول أمس بوهران، الأديب الجزائري الدكتور عبد الملك مُرتاض، عرفانا لإسهاماته الأدبية والنقدية للنهوض بالأدب الجزائري وارتقاء به إلى مصاف العالمية. وحظي الأستاذ مرتاض، الذي لا يزال في أوّج عطائه، بتكريم نظير ما قدمته هذه الشخصية الثقافية التي أثرت رفوف المكتبات الوطنية والعربية والعالمية بأعمالٍ ودراسات نقدية وذلك بحُضور كوكبة من المُبدعين في الحقل الأدبي ومُثقفين وأساتذة جامعيين وباحثيين. والمناسبة عبر عميد النقد الجزائري عبد الملك مرتاض في تدخله، عن فخره الكبير بهذه الالتفاتة التي تتزامنُ وإحياء اليوم العالمي للّغة العربية داعيا المسؤولين أن يمضوا في هذا التقليد وجعل وهران عاصمة وطنية للثقافة، وكذا الاعتناء أكثر بمفكري ومثقفي الجزائر التي تعمل على تطوير قطاع الثقافة وتدعيمه بالتجهيزات والهياكل. وأبرز الأستاذ مرتاض في تصريح له على هامش هذا اللّقاء الذي دام يومين، أنه ”وبصرف النظر عن الجانب الديني للّغة العربية فإنها تعتبرُ أجمل لغة في العالم ولقد قضيت جل عمري في خدمتها وكلما اعتقدت أنني وصلت فيها إلى مرحلة تبيّن لي أني جاهل بها”. ومن جهته، اعتبر الأستاذ الجامعي سطنبول ناصر، أن ”الأديب عبد الملك مرتاض أستاذٌ للأجيال وصانع أكاديميين بجامعة وهران، إذ يُعتبر مكسبا للمدينة التي كرمت اليوم أحد أيقونات الأدب والنقد الجزائري”. ويحوز عبد الملك مرتاض على أكثر من 70 كتابا في النقد والرواية ودراسات أدبية ستبقى شُعلة مُوقدة تنير درب الباحثين في الحقل الثقافي حسب ما ذكره الأستاذ الجامعي الطاهر بلحيا في مداخلته. ومن مؤلفاته ”نهضة الأدب المعاصر في الجزائر” و”نظرية اللّغة العربية” و”نظرية النقد” و”النص الأدبي من أين وإلى أين”، إضافة إلى روايات ومجموعة قصصية ومسرحيات. وقد كان عبد المالك مرتاض الذي نال الكثير من التكريمات على مستوى العالم العربي أول مدير للثقافة بوهران وأستاذا بقسم اللّغة العربية وآدابها بجامعة وهران، ورئيسا سابقا للمجلس الأعلى للغة العربية، كما كان عضوا في لجنة التحكيم لمسابقة شاعر المليون المنظمة في أبو ظبي. للإشارة، فقد برمج في هذه الطبعة من الملتقى الأدبي ”شموع لا تنطفئ” التي اختير لها شعار ”من قال وهران تنسى”، عدة تدخلات حول المسار الأدبي والثقافي لعبد الملك مرتاض وقراءات شعرية من إلقاء كوكبة من الشعراء الشباب وكذا تكريم القاص روان شريف الذي حاز المرتبة الثانية في المسابقة العربية ”همسة” بالقاهرة، وتوج هذا اللّقاء المنظم من قبل دار الثقافة وتحت إشراف مديرية الثقافة لوهران وبمساهمة جمعيات ثقافية محلية بالإعلان عن المسابقة الوطنية حول القصة والشعر الفصيح والملحون.