هاجم أمس، الوزير المغربي للشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، الجزائر وجبهة البوليساريو، في أول تصعيد بعد قبول انضمامه للاتحاد الإفريقي، قائلا إنهما يسعيان لتحويل رجوع المغرب لمصلحتهما. زعم الوزير المغربي الذي خاطب، بشكل مباشر، الجزائر وجمهورية الصحراء الغربية، أن الحديث عن اعتراف المخزن بجبهة البوليزاريو عقب انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي ”لا تجد لها أي معنى في القانون الدولي وممارسات الدول” وهو ما يعد تحديا واضحا من جانب الرباط للمجتمع الدولي. ولم يجد الوزير بوريطة حجة مقنعة حين قال أن الانضمام إلى منظمة دولية بحضور الصحراء الغربية ”لا يعني الاعتراف بهذا الكيان”. وتؤكد تصريحات المسؤول الحكومي المغربي مخطط المخزن بمحاولة إحداث انقسام بالهيئة الإفريقية، وأضاف أنه سيضاعف جهوده تجاه الدول خاصة الإفريقية، التي تعترف بالصحراء الغربية من أجل تطوير مواقفها وفق تعبيره. وادعى بوريطة أنه ”من خلال الحجج الهشة تحاول البوليساريو والجزائر تحويل رجوع المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لمصلحتهما”. وأثار انتصار قضية الجمهورية الصحراوية بحسب تعبير وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، عقب انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ”تخبطا” في السياسة المغربية إذ أن انضمامه وفق ما يقتضيه القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، يعني اعترافه بالحدود الموروثة عن العهد الاستعماري والدول المؤسسة للاتحاد. وقال مساهل، في تصريح سابق، على هامش القمة ال28 للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، أن هناك شروطا لانضمام البلدان وأن العقد التأسيسي للاتحاد واضح بهذا الخصوص ويتعين على المغرب الانضمام إلى هذا العقد التأسيسي روحا ونصا، مشددا على أن قبول انضمام المغرب يتم وفقا لشروط الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن قبول المغرب في الاتحاد الإفريقي يعتبر انتصارا للشعب الصحراوي لأن المغرب - كما قال - قد وافق أخيرا على الجلوس إلى جانب جارته الجمهورية الصحراوية. وكان الاتحاد الإفريقي قد صادق الإثنين الماضي، في قمته الثامنة والعشرين التي احتضنتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على انضمام المملكة المغربية بدون تحفظ وبدون شروط. كما قال وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك إنه ”انتصارا للشعب الصحراوي، كون المغرب قد وافق - حسبه - على الجلوس إلى جانب جارته الجمهورية الصحراوية بعد أن صادقت على العقد التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وهو العقد الذي يجعل من احترام الحدود الموروثة عند الاستقلال وعدم استعمال القوة للحصول على أقاليم ”مبدأين مقدسين”.