l الباعة يستغلون فترة البيع بالتخفيضات لتصريف سلعتهم الشتوية ”الكاسدة” تشهد للأسبوع الثالث عملية البيع بالتخفيض الخاصة بالموسم الشتوي 2017 عبر مختلف المحلات والمراكز التجارية بولاية الجزائر التي تتزين واجهاتها بملصقات مغرية، إقبالا كبيرا من طرف كافة فئات المجتمع وذلك بالرغم من تباين الآراء حول مصداقية ونجاعة العملية. وتشمل مظاهر الترويج لفترة التخفيضات التي تم تحديدها ما بين 18 جانفي و28 من شهر فيفري في الملصقات التي أصبحت تغطي واجهات المحلات بغية جلب أكبر عدد من الزبائن الراغبين في اغتنام فرصة ”البيع بالتخفيض”، وتتراوح نسبة التخفيض المقترحة من 10 إلى 70 بالمائة في بعض الأحيان حسب الملصقات التي تأخذ ألوانا وأشكالا مختلفة، التي يعمد أصحابها إلى ذكر تفاصيل أخرى بنية واحدة وهي إغراء المزيد من الزبائن. وتهدف عملية البيع بالتخفيض، حسب ممثل مديرية التجارة للولاية، العياشي دهار، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، إلى إتاحة الفرصة للتجار لتنشيط وترقية أنشطتهم وكذا منح فرصة للمستهلكين للحصول على سلع وخدمات متنوعة بأسعار منخفضة، مشيرا إلى أن البيع بالتخفيض اختياريا بالنسبة للتاجر وليس إجباريا. ويشمل البيع بالتخفيض، حسب أحكام المرسوم التنفيذي المؤرخ في 18 يونيو 2006، السلع التي اقتناها العون الاقتصادي أي التاجر منذ ثلاثة أشهر على الأقل وليس السلع الجديدة. وتبرز مظاهر انطلاق موسم البيع بالتخفيض الخاص بالفترة الشتوية في الشوارع المعروفة بانتشار المحلات على غرار باب الوادي والشراڤة وشارع العربي بن مهيدي وديدوش مراد وساحة 1 ماي وأيضا المساحات التجارية الكبرى التي تضم سلسلة من المحلات التي تحمل علامات عالمية. وتكتظ نهاية الأسبوع منذ الساعات الأولى جميع الطرق المؤدية إلى المركز التجاري لباب الزوار وتزدحم بسيارات مرقمة من مختلف الولايات، وتتشكل طوابير طويلة للزبائن أمام واجهات المحلات خاصة تلك المخصصة لبيع الألبسة الرياضية وذلك إلى غاية أوقات متأخرة من السهرة، غير أن العديد من الزبائن يصطدمون بعدم وجود السلع المطلوبة. وتتباين آراء الزبائن بشأن البيع بالتخفيض بين من يرى في العملية مناسبة لاقتناء منتوجات بأسعار مغرية تحترم فيها نسب التخفيض، وبين من يرى فيها فرصة لأصحاب المحلات للاحتيال على الزبون وأنها مجرد خدعة لإستقطاب الزبائن. وقال السيد كمال، أستاذ جامعي تصادف وجوده بأحد محلات حي الشراڤة، أن الواجهات تشد أنظار الزبائن بنسب تخفيض متفاوتة تتراوح بين 20 و70 بالمائة لتدفعهم إلى التقرب منها، إلا أن المفاجأة التي تكون في انتظارهم عادة أن تلك التخفيضات تكاد تكون غير حقيقية إذا ما قورنت بالأسعار الأصلية. ومن مظاهر التحايل التي يعتمدها أصحاب المحلات خلال هذه الفترة، حسب بعض الزبائن، دمج السلع المعروضة للبيع بالتخفيض مع أخرى لازالت تحتفظ بأسعارها السابقة، وهو ما لا ينتبه إليه المشتري فضلا عن عدم احترام بعض المحلات للفترة المحددة للبيع بالتخفيض من قبل الجهة الوصية، حيث تتواصل العملية طيلة السنة، ودعوا إلى تفعيل فرق المراقبة لرصد التجاوزات. وكان ممثل مديرية التجارة قد أكد لوكالة الأنباء الجزائرية بخصوص تجاوزات بعض التجار وتحايلهم على الزبائن، أن أعوان الرقابة يكثفون دورياتهم لمراقبة أي تجاوزات من طرف التجار وحتى لا تكون هناك منافسة غير شريفة. وذكر المسؤول أن التاجر المخالف يتم إعذاره كتابيا فورا مع نزع لافتة عبارة ”التخفيض” وإعذاره حتى لا يكرر العملية، وإن تكرر يتم تحرير محضر رسمي ضد المعني لارتكابه مخالفة تتمثل في الإشهار الكاذب والتضليل وفقا للقانون 04/02 الصادر في 23 يونيو 2004 والمتعلقة بكيفية ممارسة الأنشطة المتعلقة بالقواعد المطبقة على الممارسات التجارية.