فجر الملاكم الجزائري إلياس عبادي صاحب الألقاب الإفريقية والعالمية والمتأهل إلى الدور الثاني في الألعاب الأولمبية الأخيرة ب”ريو دي جانيرو”، قنبلة من العيار الثقيل عندما قام بنشر مقطع فيديو يظهر فيه وهو يعمل في ورشة للنجارة من أجل تأمين حاجياته اليومية، مؤكدا في نفس الوقت بأنه لا يعتبر الرياضي الوحيد الذي يعاني من الجانب المادي، فالكثير حالتهم مزرية في غياب تام لوزارة الشبيبة والرياضة و مسؤولها الأول الهادي ولد علي الذي تفرغ للحديث عن كرة القدم ولمحاربة رئيس الفاف محمد روراوة متناسيا أنه مسؤول عن الرياضة الجزائرية بجميع أصنافها. فالملاكم عبادي الذي ضيع مستقبله وحياته بسبب الرياضة ومشاركاته مع المنتخب الوطني للملاكمة، اضطر بعد أشهر قليلة من مشاركته في الألعاب الأولمبية شهر جوان الفارط لأن يعمل نجارا عند أحد الخواص بأجرة لا تزيد عن 1000 دينار لليوم الواحد. صحيح أن العمل ليس عيبا وأن معادن الرجال تعرف في وقت الشدة، لكن القلب يحزن لما آل إليه وضع الرياضيين الجزائريين الذين نطالبهم بالألقاب والتتويجات ونطالبهم بأشياء ثقيلة لا تتحملها إمكانياتهم المتواضعة التي يضطرون للتسول أحيانا لدى وزارة ولد علي من أجل الحصول عليها. أين هو الفن النبيل من رياضة كرة القدم التي صار المسؤولون يصرفون عليها الملايير من أجل تتويجات وهمية ووعود لا ترتقي إلى المستوى الذي تصبح فيه حقيقة على أرض الواقع المر، الذي شهدنا خلاله منتخبا تصرف عليه الملايير يعود خالي الوفاض من أرض الغابون. لكن ما عسانا أن نقول سوى أن نطلب الصفح - من عبادي - نحن الإعلاميين قبل أي شخص آخر لأننا ركزنا اهتمامنا على كرة القدم وأهملنا الرياضات الأخرى. سامحنا يا عبادي لأنك لست محرز الذي تتهاطل عليه الملايير دون أن يحرك ساكنا. سامحنا يا عبادي لأنك لست ابن فلان أو علان لتحظى بالاهتمام. سامحنا يا عبادي لأننا تجاهلناك وأنت البطل الذي بكى من أجل أن تحيا الجزائر.